إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

{ ذلكم } العذابُ { بِأَنَّكُمُ } بسببِ أنَّكْم { اتخذتم آيات الله هُزُواً } مَهْزوءاً بَها ولم ترفعوا لها رأساً { وَغَرَّتْكُمُ الحياة الدنيا } فحسبتُم أنْ لا حياةَ سواهَا { فاليوم لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } أيْ من النَّارِ . وقُرِئ يَخرجُون من الخُروجِ . والالتفاتُ إلى الغَيبةِ للإيذانِ بإسقاطِهم عن رُتبةِ الخطابِ استهانةً أو بنقلِهم من مقامِ الخطابِ إلى غيابةِ النارِ { ولاهم يُسْتَعْتَبُونَ } أي يُطلبُ منهم أنْ يُعتبوا ربَّهم أيْ يُرضُوه لفواتِ أوانِه .