اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

ثم بين تعالى أن يقال لهم : إنما صرتم مستحقين لهذه الوجوه الثلاثة من العذاب ، لأنكم أتيتم ثلاثة أنواع من الأعمال القبيحة ، وهي الإصرار على إنكار الدين الحق والاستهزاء به ، والسخرية والاستغراق في حب الدنيا ، وهو المراد بقوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتخذتم آيَاتِ الله هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الحياة الدنيا }{[50768]} .

قوله : { فاليوم لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } تقدم الخلاف في قوله : { لا يخرجون منها } في أول الأعراف{[50769]} ، وأن حمزة والكِسَائيّ قرءا بفتح الياء وضم الراء ، والباقون بضم الياء وفتح الراء{[50770]} . { ولا هم يستعتبون } لا يطلب منهم أن يرجعوا إلى طاعة الله ، لأنه لا يقبل في ذلك اليوم عذرٌ ولا توبة{[50771]}


[50768]:الرازي المرجع السابق.
[50769]:يقصد قوله: {ومنها تخرجون} من الآية 25، فقد قرأ الأخوان (حمزة والكسائي) بالبناء للفاعل وكذا هنا في الجاثية، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الراء في الأعراف وكذا هنا على البناء للمفعول. وانظر الإتحاف 390، والسبعة 279، والكشف 2/269، وتقريب النشر 173.
[50770]:انظر المراجع السابقة.
[50771]:انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/436.