فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

{ ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا } .

والجزاء من جنس العمل ؛ فالله يسخر منهم ؛ لأنهم سخروا من كلماته ، وأعرضوا عن قرآنه .

{ وغرتكم الحياة الدنيا } .

لهو الحياة ولعبها ، وتكاثرها وتفاخرها ، وزينتها وأموالها ، ألهاهم وغرهم فركنوا إليه ، وحسبوا أنه مخلدهم ، كالذي حكى عنه القرآن : { . . قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا . وما أظن الساعة قائمة . . }{[4546]} .

{ فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون( 35 ) } .

هذا التفات- كانت الجمل السابقة خطابا{ ننساكم } { مأواكم }{ وغرتكم } وهنا إخبار عنهم- فهم في النار خالدون ، ما لهم منها من مخرج ولا متحوّل ، ولا يُسترضون ، أو لا يقبل منهم أن يسترضوا ربهم أو يعتذروا .


[4546]:سورة الكهف. من الآيتين:35، 36.