صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (85)

{ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم } تتظاهرون عليهم بحلفائكم من العرب . من التظاهر ، وهو التعاون . و أصله من الظهر ، كأن المتعاونين يسند كل واحد منهم ظهره إلى الآخر .

{ بِالإِثْمِ } هو اسم للفعل المبطئ عن الثواب ، وجمعه آثام . ولذا يطلق على الذنب والمعصية ، يقال أثم يأثم إثما ومأثما ، فهو آثيم وأثيم . وقيل : اسم للفعل الذي يستحق عليه صاحبه الذم واللوم . أو ما تنفر منه النفس ، ولا يطمئن إليه القلب .

{ أُسَارَى } جمع أسير بمعنى مأسور ، وهو من يؤخذ على سبيل القهر والغلبة فيشد بالإسار ، وهو القد . والقد : سير يقد من جلد غير مدبوغ .

{ تُفَادُوهُمْ } تنقذوهم من الأسر بالفداء . يقال : فاداه وفداه ، أعطى فداءه فأنقذه .

{ خِزْيٌ } بلاء وفضيحة . مصدر خزى الرجل يخزي خزيا وخزى : وقع في بلية فذل بذلك ، وهو خزيان ، وهن خزايا . وأخزاه الله فضحه .