النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (85)

قوله تعالى : { تَظَاهَرُونَ عَليْهِم بالإثْمِ وَالعُدْوَانِ } يعني تتعاونون ، والإثم هو الفعل الذي يستحق عليه الذم ، وفي العدوان قولان :

أحدهما : أنه مجاوزة الحق .

والثاني : أنه في الإفراط في الظلم .

{ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُم } وقرأ حمزة { أُسْرَى } . وفي الفرق بين أَسْرَى وأُسَارَى قولان :

أحدهما : أن أَسْرَى جمع أسير ، وأُسَارَى جمع أَسْرَى .

والثاني : أن الأَسْرى الذين في اليد وإنْ لم يكونوا في وَثَاق ، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء ، والأُسارَى : الذين في وَثَاق .