المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (85)

تفسير الألفاظ :

{ تظاهرون عليهم } يقال ظاهر أخاه عاونه . { والعدوان } هو الإخلال بالعدالة في المعاملة . { أساري } جمع أسير وهو الأخيذ ويجمع أيضا على أسير وأسارى وأسراء . { تفادوهم } أي تطلقونهم بعد أخذ فديتهم ، من فاداه مفاداة .

{ خزي } الخزي ، الهوان ، والعقاب ، والبعد ، والذل ، والاستحياء ، فهو خزيان .

تفسير المعاني :

ثم هأنتم هؤلاء يقتل بعضكم بعضا وتطردون طائفة منكم من ديارهم ، وتنصرون غيرهم عليهم بالإثم والتعدي وإن جاءوكم أسارى تأخذوا منهم الفداء وهو محرم عليكم . أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ فما جزاء من يقدم على هذه الخطيئات منكم إلا خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة وليس الله بغافل عما تعملون . نزلت هذه الآية في بني قريظة وبني النضير وكانوا من اليهود ، فحالفت بنو قريظة بني الأوس وحالفت بنو النضير الخزرج من المدينة ، فكان كلما تقاتل هؤلاء نصرهم حلفاؤهم ، فكان اليهود بسبب ذلك يقاتل بعضهم بعضا .