صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا} (48)

{ إن الله لا يغفر أن يشرك به }المراد بالشرك هنا : مطلق الكفر ، فيدخل فيه كفر اليهود دخولا أوليا . أي إن الله لا يغفر لكافر مات على كفره ، ويغفر مادون الكفر من الذنوب والمعاصي لمن يشاء أن يغفر له ممن اقترفها إذا مات من غير توبة . فمن مات منهم بدونها فهو في خطر المشيئة ، إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة ، وإن شاء عذبه ثم أدخله الجنة . وأما قوله تعالى : { إن الله يغفر الذنوب جميعا }{[106]} فمقيد بالمشيئة ، وبما عدا الشرك لمن مات مصرا عليه


[106]:آبة 53 الزمن