{ إن الله لا يغفر أن يشرك به } أي : لا يغفر الإشراك به ، قال عمر رضي الله تعالى عنهما : لما نزل { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً } ( الزمر ، 53 ) .
قالوا : يا رسول الله والشرك فنزلت . ولما أخبر بعدله أخبر تعالى بفضله فقال : { ويغفر ما دون ذلك } الأمر الكبير العظيم من كل معصية سواء أكانت صغيرة أم كبيرة سواء أتاب فاعلها أم لا ، ورهب بقوله : إعلاماً بأنه مختار لا يجب عليه شيء { لمن يشاء ) .
وقال الكلبيّ : نزلت هذه الآية في وحشي بن حرب وأصحابه وذلك أنه لما قتل حمزة وذهب إلى مكة ندم هو وأصحابه وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا قد ندمنا على ما صنعنا وإنه ليس يمنعنا عن الإسلام إلا أنا سمعناك تقول وأنت بمكة : { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر } ( الفرقان ، 68 ) .
الآيات وقد دعونا مع الله إلهاً آخر وقتلنا النفس التي حرّم الله قتلها وزنينا فلولا هذه الآيات لاتبعناك فنزلت : { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً } ( مريم ، 60 ) .
الآيتين فبعث بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فلما قرؤوهما كتبوا إليه : إن هذا شرط شديد نخاف أن لا نعمل عملاً صالحاً فنزلت : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فبعث بها إليهم فبعثوا إليه إنا نخاف أن لا نكون من أهل مشيئته فنزل : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ( الزمر ، 53 ) .
الآية فبعث بها إليهم ، فدخلوا في الإسلام ورجعوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقبل منهم ثم قال لوحشيّ «أخبرني كيف قتلت حمزة ؟ » فلما أخبره قال : «ويحك غيب وجهك عني » فلحق وحشيّ بالشأم فكان بها إلى أن مات { ومن يشرك با فقد افترى } أي : ارتكب { إثماً عظيماً } أي : كبيراً فالافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل وكذا الاختلاق .
روي أن رجلاً قال : يا رسول الله ما الموجبات ؟ قال : ( من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ) .
وروى أبو ذر أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من عبد قال : لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ) قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق ) قلت : وإن زنى وإن سرق قال : «وإن زنى وإن سرق » قلت : «وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر ) وكان أبو ذر إذا حدّث بهذا قال : وإن رغم أنف أبي ذر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.