صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ} (30)

{ نتربص به ريب المنون } ننتظر به حوادث الدهر وصروفه المهلكة ! والريب : مصدر رابه إذا أقلقه . والمنون : الدهر ؛ من المن بمعنى القطع ؛ لأنه يقطع الأعمار وغيرها أريد به حوادث الدهر مجازا ؛ لأنها تقلق النفوس كما يقلقها الشك ، وعبر عنها بالمصدر مبالغة . أو ننتظر به نزول المنية . والمنون : المنية ؛ لأنها نقص العدد وتقطع المدد . والريب : النزول ؛ من راب عليه الدهر : أي نزل . والمراد بنزولها الهلاك . وذكرت " أم " في هذه السورة خمس عشرة مرة ، وكلها إلزامات للمخاطبين ليس لهم عنها جواب . وقال الخليل : إن كل ما في سورة الطور من " أم " فهو استفهام لا عطف ، وإنما استفهم تعالى مع علمه توبيخا لهم ؛ على نمط قول الإنسان لغيره : أجاهل أنت ! مع علمه بجهله .