الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ} (30)

ثم قال : { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون } [ 28 ] أي : بل يقول المشركون في محمد صلى الله عليه وسلم{[65558]} هو شاعر نتربص به حوادث الدهر تكفيناه بموت أو بحادثة{[65559]} متلفة{[65560]} .

قال ابن عباس : إن قريشا اجتمعوا{[65561]} في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال قائل منهم : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به الموت حتى يهلك كما هلك قلبه من الشعراء ، إنما هو كأحدهم ، فأنزل الله عز وجل : { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون }{[65562]} والمنون : الموت ، وهو واحد لا جمع له ، قاله الأصمعي{[65563]} .

وقال الأخفش : المنون : جمع لا واحد له .

وقال الفراء : هو الواحد والجمع{[65564]} . والدهر يسمى بالمنون لأنه يذهب بمنة الحيوان ، أي : بقوتها{[65565]} .

وقال أبو عبيدة : قيل الدهر " منون " لأنه مضعف من قولهم " حبل منين " إذا كان باليا ضعيفا{[65566]} .


[65558]:ساقط من ع.
[65559]:ح: "حادثة".
[65560]:انظر: العمدة 284، وتفسير الغريب 425.
[65561]:ح: "اجتمعا" وهو خطأ.
[65562]:انظر: جامع البيان 27/19، وابن كثير 4/244، والدر المنثور 7/635.
[65563]:هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي مقرئ ولغوي ونحوي وأخباري، توفي بالبصرة (216 هـ). انظر: نزهة الألباب 112، ووفيات الأعيان 1/170، وتقريب التهذيب 1/521، وطبقات القراء 1/470، وبغية الوعاة 2/12 -113.
[65564]:انظر: تفسير القرطبي 27/72.
[65565]:ح: "يقوتنا" وهو تحريف.
[65566]:انظر: تفسير القرطبي 17/72.