الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ} (30)

{ أَمْ يَقُولُونَ } يعني هؤلاء المقتسمين الخرّاصين { شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } حوادث الدهر فيكفينا أمره بموت أو حادثة متلفة فيموت ويتفرق أصحابه ، وذلك أنهم قالوا : ننتظر به ملك الموت فيهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة وفلان وفلان ، إنّما هو كأحدهم ، وإنّ أباه توفي شاباً ، ونحن نرجو أن يكون موته كموت أبيه .

والمنون يكون بمعنى الدهر ، ويكون بمعنى الموت ، سمّيا بذلك لأنّهما ينقصان ويقطعان الأجل ، قال الأخفش : لأنّهما يمنيان قوى الانسان ومنيه أي ينقصان ، وأنشد ابن عباس :

تربّص بها ريب المنون لعلّها *** تطلّق يوما أو يموت حليلها