صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{قَالَ ٱدۡخُلُواْ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِي ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٞ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعٗا قَالَتۡ أُخۡرَىٰهُمۡ لِأُولَىٰهُمۡ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابٗا ضِعۡفٗا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلّٖ ضِعۡفٞ وَلَٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ} (38)

{ قال ادخلوا في أمم }أي يقول تعالى لهم يوم القيامة : ادخلوا النار في زمرة أمم مكذبة قد مضت من قبلكم ، فقد حقت عليكم جميعا كلمة العذاب . { حتى إذا اداركوا فيها }تلاحقوا في النار فأدرك بعضهم بعضا واجتمعوا فيها{ قالت أخراهم }دخولا في النار . أو هم الأتباع{ لأولادهم }السابقة ، دخولا وهم المتبوعون{ ربنا هؤلاء أضلونا }بدعوتهم إيانا إلى الضلال ، أو بسنهم لنا ما سنوا من طرائق فاقتدنا بهم { فآتهم عذابا ضعفا } مضاعفا . والضعف : المثل مرة واحدة . وقيل : ضعف الشيء مثله إلى ما زاد عليه بلا نهاية ، وليس مقصورا على المثلين . { من النار }أي من عذابها . { فما كان لكم علينا من فضل }أي في الدنيا بالاقتداء ، بل كفرتم باختياركم ، فلا دخل لنا في كفركم .