النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ ٱدۡخُلُواْ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِي ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٞ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعٗا قَالَتۡ أُخۡرَىٰهُمۡ لِأُولَىٰهُمۡ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابٗا ضِعۡفٗا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلّٖ ضِعۡفٞ وَلَٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ} (38)

قوله عز وجل : { . . . حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جِمِيعاً } يعني في النار أدرك بعضهم بعضاً حتى استكملوا فيها .

{ قَالَتْ أُخْرَاهُمُ لأُولاَهُمْ } يعني الأتباع للقادة لأنهم بالاتّباع لهم متأخرون عنهم ، وكذلك في دخول النار تقدم القادة على الأتباع .

{ رَبَّنَا هَؤلاءِ أَضَلُّونَا فآتِيهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً منَ النَّارِ } يريد بأحد الضعفين عذابهم على الكفر ، وبالآخر عذابهم على الإغواء .

ويحتمل هذا القول من الأتباع وجهين :

أحدهما : تخفيف العذاب عنهم .

والثاني : الانتقام من القادة بمضاعفة العذاب عليهم .

فأجابهم الله ( قال : لِكُلٍّ ضِعْفٌ ) يعني أنه وإن كان للقادة ضعف العذاب ، لأن أحدهما بالكفر والآخر بالإغواء ، فلكم أيها الأتباع ضعف العذاب ، وهذا قول الجمهور . وإن ضعف الشيء زيادة مثله .

وفيه وجه ثان ، قاله مجاهد : أن الضعف من أسماء العذاب{[1076]} .


[1076]:من : حق إذا أدركوا إلى هنا سقط من ق.