الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (41)

ثم قال تعالى : { وإن كذبوك{[31032]} فقل لي عملي{[31033]} ولكم عملكم }[ 41 ] أي : لي ديني وجزاؤه ، ولكم دينكم وجزاؤه .

{ أنتم بريئون مما أعمل }[ 41 ] لا تؤاخذون به { وأنا بريء مما تعملون }[ 41 ] لا أؤاخذ به : هذا مثل قوله : { قل يا أيها الكافرون{[31034]} لا أعبد ما تعبدون }{[31035]} . وهذا كله أمر بالمواءمة نسخ ذلك بالأمر بالمحاربة ، والقتل في ( براءة ) وغيرها{[31036]} .

وقيل : معناه ، وفائدته : فقل{[31037]} لي علم{[31038]} عملي : أي : ذلك عندي ، وعلم عملكم عندكم ، أي : عندي علم{[31039]} ثواب عملي ، وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ، " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم " {[31040]} ، أي : عنده علم ثوابه{[31041]} : الحسنة بعشر أمثالها ، إلا الصوم ، فهو أعظم أجرا من ذلك .

وقال ابن زيد : هذه الآية منسوخة ، نسخها الأمر بالقتال{[31042]} .


[31032]:ق: يكذبوك.
[31033]:طه: فقل لي عملي أي: ديني وجزاؤه، ولكم عملكم، أي: جزاء أعمالكم.
[31034]:مطموس من الكافرون إلى وغيرها.
[31035]:سورة الكافرون: 1-2، وانظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/94، والمحرر 9/48.
[31036]:انظر هذا النسخ في: جامع البيان 15/96، وناسخ ابن حزم 41، وناسخ المقري 103، وناسخ مكي 323، وناسخ ابن العربي 2/265، والمحرر 9/48، ولم يجوزه ابن الجوزي في ناسخه 179-180، وانظر جوازه أيضا في ناسخ ابن البارزي 36، والجامع 8/221.
[31037]:ق: فقال.
[31038]:ط: مطموس.
[31039]:ساقط من ط.
[31040]:هذا الحديث الصحيح، رواه الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا انظر: صحيح البخاري بشرحه الفتح: 4/141 كتاب الصوم، باب هل يقول: إني صائم إذا شئتم، وانظر: صحيح مسلم 3/157 كتاب الصوم، باب فضل الصيام.
[31041]:ق: ثواب عمله.
[31042]:انظر الهامش السابع من الصفحة السابقة، وانظر: الجامع 8/221 حيث عزاه أيضا إلى: مجاهد، والكلبي، ومقاتل.