الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ} (43)

ثم قال : { ومنهم من يستمعون إليك } : أي : / يستمعون القرآن .

قوله{[31043]} : { أفأنت تسمع الصم }[ 42 ] أي : تخلق لهم سمعا ، ولو كانوا لا سمع لهم يعقلون به{[31044]} ، فكأنهم من شدة عداوتهم ، وانحرافهم عن قول النبي{[31045]} بمنزلة الصم{[31046]} .

وقيل : إن هذا إعلام من الله عز وجل{[31047]} لعباده أن التوفيق إلى{[31048]} الإيمان بيد الله{[31049]} ، ومثله الكلام على قوله : { ومنهم من ينظر إليك }[ 43 ] : وهو نظر الاعتبار إلى حجج النبي وإعلامه على نبوءاته{[31050]} ولكن الله عز وجل سلبه التوفيق فلا يقدر أحد على هدايته ، كما لا{[31051]} يقدر أحد أن يحدث للأعمى بصرا{[31052]} .

هذه الآية{[31053]} تسلية من الله ، جل ذكره{[31054]} ، لنبيه{[31055]} عن جماعة من كفر به من قومه{[31056]} .

وقيل : المعنى : ومنهم من يقبل عليك{[31057]} بالاستماع ، والنظر ، وهو كالأصم ، والأعمى من بغضه لك{[31058]} يا محمد ، وكراهيته لما يراه من آياتك ، فهو كالأصم{[31059]} ، والأعمى ، إذ لا ينتفع بما يرى ، ولا بما يسمع كما قال : { ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت }{[31060]} .


[31043]:ق ط: وقوله.
[31044]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/95.
[31045]:ساقطة من ط.
[31046]:وهو قول الزجاج في معانيه 3/22.
[31047]:ساقط من ق.
[31048]:ط: مطموس.
[31049]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/95.
[31050]:ط: نبوته صم.
[31051]:ق: فلا
[31052]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/96.
[31053]:ط: مطموس.
[31054]:ط: عز وجل.
[31055]:ط: صم.
[31056]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/96.
[31057]:ق: عليه.
[31058]:ط: عليك.
[31059]:ق: فهم.
[31060]:الأحزاب: 19.