الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (37)

ثم قال تعالى : { وما كان هذا القرآن أن يفترى ( من دون الله ){[30991]} }أي : ما كان افتراء ، ولكنه من عند الله{[30992]} سبحانه ، وقيل : المعنى : ما كان لأحد أن يأتي به من عند غير الله ، وينسبه إلى الله عز وجل لإعجازه{[30993]} .

{ ولكن تصديق الذي بين يديه }[ 37 ] : أي : ولكن كان تصديق التوراة ، والإنجيل ، وغيرهما من الكتب{[30994]} .

{ وتفصيل الكتاب }[ 37 ] : أي : وبيان الكتاب الذي كتبه{[30995]} الله على أمة محمد{[30996]} في سابق علمه ، من الفروض في الأعمال ، والسعيد والشقي{[30997]} . { لا ريب فيه }[ 37 ] أي : لا شك أنه{[30998]} كذلك .

وقيل : المعنى : ولكنه تصديق ما بين يدي القرآن ، مما لم يأت مثل قيام الساعة{[30999]} .

وقيل : المعنى{[31000]} : ولكنه تصديق الشيء الذي{[31001]} القرآن بين يديه ، وهو : الكتب المتقدمة ، مثل القول الأول في المعنى .

وقيل : إن هذا إنما هو جواب لقولهم { ائت بقرآن غير هذا }[ 15 ] أو جواب/ لقولهم { افتراه }[ 28 ] .


[30991]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[30992]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/90، ومعاني الزجاج 3/20.
[30993]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/90، وإعراب النحاس 2/255.
[30994]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/90، والمحرر 9/43.
[30995]:ق: كتبب.
[30996]:ط: صم.
[30997]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/90-91.
[30998]:ط: فيه.
[30999]:نقله في المحرر 9/43.
[31000]:ساقطة من ط.
[31001]:ط: مطموس.