قوله : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{[30828]} }إلى قوله { خالدون }[ 26-27 ] والمعنى{[30829]} : للذين أحسنوا عبادة الله عز وجل في الدنيا الحسنى وهي الجنة ، ( وزيادة ) ، يعني : النظر إلى وجهه جل ذكره ، روي ذلك ( عن ) عامر بن سعد{[30830]} عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه{[30831]} .
وروى صهيب{[30832]} أن رسول الله{[30833]} قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار نادى مناد{[30834]} : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا ، يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : ما هو ؟ ألم يثقل الله موازيننا ، ويبيض{[30835]} وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، وينجنا من النار . فيكشف الحجاب ، وينظرون إليه{[30836]} جل ذكره . قال : فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من ذلك ){[30837]} .
وهذا القول قول أبي موسى الأشعري{[30838]} ، وحذيفة{[30839]} ، قاله ابن أبي ليلى{[30840]} ،
وغيرهم : ( إن الزيادة ) : النظر إلى وجه الله تعالى{[30841]} ، وذكر كل واحد حديثا ( مثل ) معنى الحديث المذكور عن النبي عليه السلام{[30842]} .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه{[30843]} : الزيادة غرفة{[30844]} من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب{[30845]} ، وقاله{[30846]} النخعي{[30847]} .
وقال ابن عباس : الحسنى واحدة{[30848]} من الحسنات بواحدة ، والزيادة : التضعيف إلى تمام العشرة على الواحدة . وهو مثل قوله : { ولدينا مزيد }{[30849]} : أي : يزيده من فضله{[30850]} .
وقال الحسن : الزيادة هو المجازاة بالحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف{[30851]} .
وقال مجاهد : الحسنة{[30852]} بحسنة ، وزيادة مغفرة من الله ورضوان{[30853]} .
وقيل : الزيادة{[30854]} : ما أعطاهم الله عز وجل{[30855]} في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة{[30856]} .
وقال{[30857]} ابن سيرين{[30858]} في قوله تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين }{[30859]} : إنه النظر إلى النظر{[30860]} جل ذكره .
وعن ابن عباس أيضا : { أحسنوا } قالوا : لا إله إلا الله{[30861]} ، { الحسنى } : الجنة .
( وروى أبو موسى الأشعري أن النبي عليه السلام{[30862]} قال : إن الله عز وجل{[30863]} يبعث يوم القيامة مناديا ينادي أهل الجنة بصوت يسمع به أولهم وآخرهم : إن الله وعدكم الحسنى وزيادة . فالحسنى الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه{[30864]} الله{[30865]} .
وقوله : { ولا يرهق وجوههم قتر }[ 26 ] : أي لا تغشى وجوههم كآبة والقتر : الغبار وهو جمع قترة{[30866]} .
وقيل{[30867]} : هو الغبار الذي معه سواد ، روي{[30868]} ذلك عن ابن عباس .
وقال ابن أبي ليلى : ولا يغشاهم ذلك بعد نظرهم إلى الله سبحانه{[30869]} : فهؤلاء الذين هذه صفتهم هم أصحاب الجنة ، ماكثون فيها أبدا .
وقيل : الهاء في ( فيها ) للحسنى ، وقيل : للزيادة ، وقيل : للحسنى ، والزيادة ، والجنة{[30870]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.