ثم قال تعالى : { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية }[ 116 ] أي : فهلا كان من القرون الذين خصصنا خبرهم في هذه السورة ، أولو بقية في الفهم ، والعقل ، فيعتبرون{[33432]} مواعظ الله عز وجل ، ويتدبرون{[33433]} حججه ، جلت عظمته فينتهون عن الفساد{[33434]} .
وقوله : { إلا قليلا } قليل هو استثناء ليس من الأول{[33435]} .
قال ابن زيد : هم الذين نجوا حين نزل العذاب{[33436]} ، يعني : قوم يونس عليه السلام ، ومن نجا مع الرسل .
{ واتبع الذين ظلموا }[ 116 ] أي{[33437]} : من دنياهم وبطرهم{[33438]} . والمعنى : اتبعوا{[33439]} ما أبطرهم{[33440]} فيه ربهم من نعيم دنياهم ، وإيثار على الآخرة ، وما ينجيهم من عذاب الله{[33441]} .
وقال مجاهد : اتبعوا مهلكهم{[33442]} وتجبرهم ، وتركوا الحق ، واستكبروا عن أمر الله{[33443]} . والمترف{[33444]} في كلام العرب ( المنعم الدنيا ){[33445]} الذي قد غُذِّي باللذات{[33446]} .
{ وكانوا مجرمين } : أي : مكتسبين الكفر{[33447]} . { ممن أنجينا منهم } : وقف{[33448]} وقد أجاز أبو حاتم الوقف على الأرض ، ورد ذلك عليه ، لأن بعده استثناء{[33449]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.