الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (110)

ثم قال تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه }[ 110 ] : وهذا تسلية من الله تعالى{[33294]} لنبيه عليه السلام ، في تكذيب مشركي العرب له ، فما جاءهم به من عند الله عز وجل{[33295]} . فالمعنى : آتينا موسى الكتاب ، كما آتيناك ، { فاختلف فيه } : فكذب بعضهم ، وصدق بعضهم{[33296]} ، كما فعل قومك يا محمد{[33297]} .

{ ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم }[ 110 ] وهو أنه سبق/ أن يؤخر{[33298]} عقوبتهم إلى يوم القيامة . فإنه لا يعجل عليهم{[33299]} . { لقضي بينهم } : أي : في الدنيا{[33300]} .

{ وإنهم لفي شك منه مريب }[ 110 ] : أي : وإن الذين كذبوا ، لفي شك منه إنه من عند الله{[33301]} . { مريب } : أي : ( يريبهم ، فلا يدرون أحق هو ؟ أم باطل ؟ ){[33302]} .


[33294]:ساقط من ق.
[33295]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/493.
[33296]:ط: بعض.
[33297]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/493.
[33298]:ق: تؤخر.
[33299]:أي لا يعجل العذاب عليهم، انظر: بيان ذلك في جامع البيان 15/493.
[33300]:انظر هذا التفسير في: غريب القرآن 210.
[33301]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/493.
[33302]:وهو قول الطبري في: المصدر السابق.