الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّ كُلّٗا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (111)

قوله : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم } – إلى قوله – { ثم لا تنصرون{[33303]} }

قرأ الزهري : ( وإن كلا ) بالتشديد ، لما ( بالتنوين مشددا{[33304]} أيضا{[33305]} ، وقرأ الأعمش{[33306]} : ( وإن كلا ) بتخفيف ( إن ) ، ورفع ( كل ) وتشديد{[33307]} ( لما ){[33308]} . ( وفي حرف{[33309]} أبي ) : ( وإن{[33310]} كل ( إلا ليوفين ){[33311]} ربك أعمالهم ){[33312]} . وفي حرف ابن مسعود ( وإن كل ){[33313]} إلا ليوفينهم ربك أعمالهم ){[33314]} . ومن شدد ( إن ) نصب ( كلا ) بها{[33315]} . واللام في ( لما ) لام تأكيد . و( ما ) صلة ، هذا على قراءة التخفيف . والخبر في ( ليوفينهم ) .

والتقدير : وإن كلا ليوفينهم{[33316]} . وقراءة{[33317]} من خفف إن ، ونصب ( كلا ) على هذا{[33318]} التقدير ، إلا أنه ، خفف ( إن ) وأعملها كما يعمل الفعل ، وهو محذوف منه{[33319]} .

وأنكر الكسائي التخفيف والعمل{[33320]} .

وقال الفراء : من خفف ( إن ) نصب ( كلا ) بقوله : ( ليوفينهم ، وهذا لا يجوز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها{[33321]} . ومن{[33322]} شدد ( إن ) و( لما ){[33323]} فهي{[33324]} غير جائزة عند المبرد ، والكسائي{[33325]} .

قال المبرد : لا يجوز : ( أن زيدا إلا لأضربنه ){[33326]} .

وقال الفراء : الأصل ( لمن ما ) ، فاجتمعت ثلاث ميمات عند الإدغام ، فحذفت إحداهن{[33327]} . وهذا لا يجوز عند البصريين{[33328]} .

وقال المازني : الأصل التخفيف في ( لما ) ثم ثقلت{[33329]} . وهذا أيضا لا{[33330]} أصل له ، ( و ){[33331]} يجوز ( تثقيل المخفف ){[33332]} ، إلا لمعنى{[33333]} .

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : الأصل ( لما ) بالتنوين ، من لمته لما : أي : جمعته ، ثم بني{[33334]} منه{[33335]} فعلى ، كما قرأ{[33336]} : ( تثرا{[33337]} ، و( تثري ){[33338]} .

ومن خفف ( إن ){[33339]} ، وشدد ( لما ) ، ( فإن ) بمعنى ( ما ) ، و( لما ) بمعنى ( إلا ) حكى ذلك الخليل ، وسيبويه بمنزلة قوله : { إن كل نفس لما عليها حافظ }{[33340]} أي : إلا عليها حافظ{[33341]} والقراءات{[33342]} الثلاث تكون{[33343]} فيها ( إن ) بمعنى ( ما ) لا غير{[33344]} .

وقد قيل في قراءة شدد ( إن ) وخفف ( لما ){[33345]} : إن ( ما ){[33346]} بمعنى : ( من وإن المعنى : وإن كلا { لما }{[33347]} ليوفينهم ربك أعمالهم ، كما{[33348]} قال : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء }{[33349]} : أي : ما{[33350]} طاب لكم نكاحه .

وقوله : { إنه بما يعملون خبير }[ 111 ] : أي : ( لا يخفى عليه شيء من عملكم ){[33351]} .


[33303]:ساقط من ط.
[33304]:ط: مطموس.
[33305]:انظر هذه القراءة الشاذة في: معاني الفراء 2/30، وإعراب النحاس 2/305، وجامع البيان 15/495 و498. وشواذ القرآن 66 وعزاها أيضا في المحرر 9/299: إلى سليمان بن أرقم.
[33306]:هو سليمان بن مهران الأسدي، بالولاء، تابعي، كوفي، عالم، مفسر، محدث (ت 148 هـ) انظر: طبقات ابن سعد 6/238 وتذكرة الحفاظ 1/154.
[33307]:انظر قراءة الأعمش في: إعراب النحاس 2/305، وعزاها في المحرر 9/229: إلى الحسن، وأبان بن تغلب.
[33308]:ط: لما بالتشديد.
[33309]:ط: حرفي.
[33310]:ط: مطموس.
[33311]:ق: إلا ليوفين إلا ليوفين، وهو سهو من الناسخ.
[33312]:انظر قراءة أبي الشاذة في: إعراب النحاس 2/305، وقرأها ابن خالويه في: شواذ القرآن 66 بفتح الكاف وتخفيف اللام. وعزاها أيضا في المحرر 9/229 إلى الأعمش.
[33313]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[33314]:انظر: قراءة ابن مسعود الشاذة في إعراب النحاس 2/305، وشواذ القرآن 66، والمحرر 9/229.
[33315]:وهي قراءة أبي عمرو، والكسائي من السبعة، وخلف، ويعقوب من العشرة. انظر: السبعة 339، والمبسوط 242، والحجة 350، وإعراب مكي 1/415، والتيسير 126.
[33316]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/305.
[33317]:ق: وقرأت.
[33318]:في النسختين معا: هذه.
[33319]:وهي قراءة ابن كثير، ونافع، بتخفيفهما، انظر: السبعة 339، وإعراب النحاس 2/305، والمبسوط 242، والحجة 350، والمحرر 9/229.
[33320]:وقراءة الكسائي بتشديد (إن)، وتخفيف (لما)، انظر: إعراب النحاس 2/305، والحجة 250، والكشف 1/338.
[33321]:انظر: معاني الفراء 2/29-30، وإعراب النحاس 2/305.
[33322]:ق: أو من.
[33323]:وهي قراءة حمزة، وابن عامر، وحفص، وأبي جعفر، انظر: السبعة 240، والمبسوط 242، والحجة 351.
[33324]:ق: فيهم.
[33325]:انظر: المقتضب 1/ 50 و 2/363-364.
[33326]:/ق: لا ضربته، وانظر هذا القول في: إعراب النحاس 2/305.
[33327]:انظر: معاني الفراء 2/29، وإعراب النحاس 2/306.
[33328]:وقد رد الزجاج في معانيه 3/81 على قول الفراء بقوله: (وهذا القول ليس بشيء لأن (من) لا يجوز حذف شيء منها).
[33329]:ق: نقلت. وانظر هذا القول في: إعراب النحاس 2/306.
[33330]:ساقط من ق.
[33331]:ساقط من النسختين وأضفته ليستقيم السياق.
[33332]:ق: تنقل التخفيف.
[33333]:انظر هذا التوجيه في: معاني الزجاج 3/81 وإعراب النحاس 2/306.
[33334]:ق: تنسى.
[33335]:ق: منه كما فعل كما قرأ.
[33336]:ق: قرئ.
[33337]:ق: تتراء وتترى.
[33338]:وهي قوله تعالى من سورة المؤمنون: 44 {ثم أرسلنا تترا} والتوجيه للنحاس في إعرابه 2/306.
[33339]:ط: وإن شدد.
[33340]:الطارق: 4.
[33341]:انظر: الكتاب 3/152، وإعراب النحاس 2/306.
[33342]:ق: فالقراءات.
[33343]:ط: يكون.
[33344]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 306.
[33345]:وهي قراءة أبي عمرو، والكسائي من السبعة، وخلف، ويعقوب من العشرة انظر: السبعة 339 وإعراب النحاس 2/304-305، والمبسوط 242، والحجة 350، وإعراب مكي 1/415.
[33346]:ساقط من ق.
[33347]:ساقط من ق.
[33348]:ق: وكما.
[33349]:النساء: 3.
[33350]:ط: من.
[33351]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 15/499.