قوله : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم } – إلى قوله – { ثم لا تنصرون{[33303]} }
قرأ الزهري : ( وإن كلا ) بالتشديد ، لما ( بالتنوين مشددا{[33304]} أيضا{[33305]} ، وقرأ الأعمش{[33306]} : ( وإن كلا ) بتخفيف ( إن ) ، ورفع ( كل ) وتشديد{[33307]} ( لما ){[33308]} . ( وفي حرف{[33309]} أبي ) : ( وإن{[33310]} كل ( إلا ليوفين ){[33311]} ربك أعمالهم ){[33312]} . وفي حرف ابن مسعود ( وإن كل ){[33313]} إلا ليوفينهم ربك أعمالهم ){[33314]} . ومن شدد ( إن ) نصب ( كلا ) بها{[33315]} . واللام في ( لما ) لام تأكيد . و( ما ) صلة ، هذا على قراءة التخفيف . والخبر في ( ليوفينهم ) .
والتقدير : وإن كلا ليوفينهم{[33316]} . وقراءة{[33317]} من خفف إن ، ونصب ( كلا ) على هذا{[33318]} التقدير ، إلا أنه ، خفف ( إن ) وأعملها كما يعمل الفعل ، وهو محذوف منه{[33319]} .
وأنكر الكسائي التخفيف والعمل{[33320]} .
وقال الفراء : من خفف ( إن ) نصب ( كلا ) بقوله : ( ليوفينهم ، وهذا لا يجوز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها{[33321]} . ومن{[33322]} شدد ( إن ) و( لما ){[33323]} فهي{[33324]} غير جائزة عند المبرد ، والكسائي{[33325]} .
قال المبرد : لا يجوز : ( أن زيدا إلا لأضربنه ){[33326]} .
وقال الفراء : الأصل ( لمن ما ) ، فاجتمعت ثلاث ميمات عند الإدغام ، فحذفت إحداهن{[33327]} . وهذا لا يجوز عند البصريين{[33328]} .
وقال المازني : الأصل التخفيف في ( لما ) ثم ثقلت{[33329]} . وهذا أيضا لا{[33330]} أصل له ، ( و ){[33331]} يجوز ( تثقيل المخفف ){[33332]} ، إلا لمعنى{[33333]} .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : الأصل ( لما ) بالتنوين ، من لمته لما : أي : جمعته ، ثم بني{[33334]} منه{[33335]} فعلى ، كما قرأ{[33336]} : ( تثرا{[33337]} ، و( تثري ){[33338]} .
ومن خفف ( إن ){[33339]} ، وشدد ( لما ) ، ( فإن ) بمعنى ( ما ) ، و( لما ) بمعنى ( إلا ) حكى ذلك الخليل ، وسيبويه بمنزلة قوله : { إن كل نفس لما عليها حافظ }{[33340]} أي : إلا عليها حافظ{[33341]} والقراءات{[33342]} الثلاث تكون{[33343]} فيها ( إن ) بمعنى ( ما ) لا غير{[33344]} .
وقد قيل في قراءة شدد ( إن ) وخفف ( لما ){[33345]} : إن ( ما ){[33346]} بمعنى : ( من وإن المعنى : وإن كلا { لما }{[33347]} ليوفينهم ربك أعمالهم ، كما{[33348]} قال : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء }{[33349]} : أي : ما{[33350]} طاب لكم نكاحه .
وقوله : { إنه بما يعملون خبير }[ 111 ] : أي : ( لا يخفى عليه شيء من عملكم ){[33351]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.