قال الله له : { يا نوح إنه ليس من أهلك }[ 46 ] : أي : ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم{[32497]} .
وقال الحسن : لم يكن ابنه ، وكان يحلف أنه ما كان ابنه{[32498]} . فمعنى : { ليس من أهلك } : أي : ليس بابن لك ، إنما هو ابن امرأته{[32499]} وقال عكرمة ، وغيره : هو ابنه ، ولكن كان على غير دينه{[32500]} ، وإنما وعده الله عز وجل ، أن ينجي أهله المؤمنين به . فمعنى{[32501]} { ليس من أهلك } : ليس من أهل دينك{[32502]} .
ثم قال تعالى : { إنه عمل غير صالح }[ 46 ] : أي : إن سؤالك يا نوح إياي أن أنجي مشركا عمل منك غير صالح{[32503]} .
وقيل : المعنى : إن الذي سألت أن أنجيه ، ذو{[32504]} عمل غير صالح{[32505]} .
وقيل : المعنى : إن عمله غير صالح .
وعن ابن مسعود/ أنه قرأ ( إنه عمل غير صالح أن تسألني ما ليس لك به علم ){[32506]} { فلا تسألن } ، فتكون الهاء للمجهول ، وخبر ( عمل ) محذوف دل{[32507]} عليه { فلا تسألن } .
ومن قرأ : ( عمل غير صالح ) ، فكذلك{[32508]} قرأ الكسائي{[32509]} . وفيه{[32510]} : حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم{[32511]} ، أنه كذلك قرأ{[32512]} . ومعناه : ظاهر ، كأنه قال : إنه كافر ، والمعنى{[32513]} : إن ابنك كافر{[32514]} ، عمل عملا غير صالح ، مثل { واعملوا صالحا }{[32515]} ، ومثل { وعمل صالحا }{[32516]} .
ثم قال تعالى : { إني أعظك أن تكون من الجاهلين }[ 46 ] هذا تنبيه لنوح صلى الله عليه وسلم ، لئلا{[32517]} يسأل عما طوي عنه عمله{[32518]} .
وقال ابن زيد : المعنى : إني أعظك أن تبلغ الجهالة بك ، أن تظن أني لا أفي بوعد{[32519]} وعدتك ، حتى تسألني ما ليس لك به علم{[32520]} . فاستقال نوح{[32521]} من سؤاله ، واستعاذ من ذلك . وقال : { رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين }[ 47 ] : فاستغفر من زلته في مسألته ، وهذا ( يدل على أن الأنبياء ( صلوات الله عليهم ){[32522]} ، يذنبون ){[32523]} .
ومعنى : { من الخاسرين } : أي : الذين خسروا رحمتك يوم القيامة . والمعنى : إني أسألك أن توفقني وتلطف{[32524]} بي ، حتى لا أسألك ( ما ليس لي به علم ){[32525]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.