الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَقَالَ ٱرۡكَبُواْ فِيهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَآۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (41)

قوله : { وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها } – إلى قوله – { فكان من المغرقين }[ 41-43 ]

المعنى {[32405]} : فحملهم فيها ، وقال : اركبوا فيها {[32406]} . ومن قرأ بضم الميم {[32407]} ، فمعناه {[32408]} : بسم الله إجراؤها ، وإرساؤها {[32409]} : ابتداء وخبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على الظرف {[32410]} ، على معنى بسم الله ، وقت إجرائها ، وعند إرسائها {[32411]} . ويكون بسم الله كلاما مكتفيا {[32412]} بنفسه كقول المبتدئ في عمل : بسم الله ، فتكون {[32413]} الياء في موضع نصب على معنى ابتدأت {[32414]} بسم الله ، أو في موضع رفع على معنى أبتدأ {[32415]} ، أي : بسم الله .

{ ومجراها } : ظرف كما تقول : زيد قائم خلفك . ومن فتح الميم {[32416]} فعلى هذا التقدير ، إلا أنه يقدر في موضع الإجراء الجري {[32417]} . والمعنى : بالله إجراؤها ، وبالله جريها ، وبالله إرساؤها {[32418]} .

وقال مجاهد ، والجحدري ، والعطاردي {[32419]} : ( مجريها {[32420]} ومرسيها {[32421]} بالياء ، وجعلوه نعتا {[32422]} لله عز وجل ، أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ {[32423]} {[32424]} .

وقال الضحاك وغيره : كان إذا قال : بسم الله جرت ، وإذا قال : بسم {[32425]} الله رست {[32426]} .

واختار ( مجرها ) بالفتح {[32427]} لقربه من قوله : وهي تجري بهم ، ولم يقل تجري وخرجت ( مرساها ) بالضم على الإجماع {[32428]} { إن ربي لغفور رحيم } {[32429]}[ 41 ] : أي : لساتر ذنوب من تاب إليه ، رحيم به {[32430]} .


[32405]:ق: والمعنى.
[32406]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/327.
[32407]:وهي قراءة عامة أهل البصرة، والمدينة، سوى حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف من أهل الكوفة. انظر: جامع البيان 15/327، والسبعة 333، والمبسوط 239، والحجة 340، والتيسير 124، والنشر 2/288-289.
[32408]:ق: ومعناه.
[32409]:انظر هذا المعنى في: معاني الزجاج 3/52.
[32410]:ق: الطرف.
[32411]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/328، وإعراب النحاس 2/283، وإعراب مكي 1/401.
[32412]:ق: متكفيا.
[32413]:ط: فيكون.
[32414]:ط: مطموس.
[32415]:ساقط من ق.
[32416]:وهي قراءة حمزة، والكسائي وحفص، والأعمش بفتح الميم، وكسر الراء (مجريها) وليس يكسر في القرآن غير هذا الحرف وأكثر القراء أجمعوا على ضم (مرساها) انظر: معاني الفراء 2/14، وجامع البيان 15/328، والسبعة 333، وإعراب النحاس 2/283، والمبسوط 239، والحجة 340، والكشف 1/528.
[32417]:ط: الأجر الحري، ق: الأجري بحري.
[32418]:انظر هذا المعنى في: إعراب مكي 1/400.
[32419]:هو أبو رجاء عمران بن تيم العطاردي، تابعي، ثقة، وقارئ كبير، روى عن ابن عباس، وعمر وسواهما (ت 105 هـ) انظر: طبقات ابن خياط 196، والغاية 1/604.
[32420]:ق: مجراها ومرساها.
[32421]:انظر هذه القراءة في: معاني الفراء 2/14، وجامع البيان 15/328، ومعاني الزجاج 3/53، وإعراب النحاس 2/283، وتفرد ابن خالويه بنسبتها إلى الحسن في: شواذ القرآن 64، وفي المحرر 9/153، أنها أيضا قراءة ابن وثاب، والنخعي، والكلبي، والضحاك، ومسلم بن جندب، وأهل الشام. وانظر: الجامع 9/26.
[32422]:ط: نعت.
[32423]:ساقط من ق.
[32424]:انظر: معاني الزجاج 3/53.
[32425]:ط: مطموس.
[32426]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/330، وإعراب النحاس 2/283.
[32427]:انظر: هذا الاختيار في جامع البيان 15/329.
[32428]:انظر: الإجماع على هذه القراءة في السبعة 333، والمبسوط 239، والحجة 340.
[32429]:ط: مطموس.
[32430]:وهو تفسير الطبري في: جامع البيان 15/330.