الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ} (43)

ثم قال تعالى إخبارا عن قول{[32455]} ابن نوح لنوح : { سآوي إلى جبل يعصمني من الماء }[ 43 ] : أي : سأصير{[32456]}/ إلى جبل يمنعني من الماء{[32457]} ، قال{[32458]} له نوح : { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم }[ 43 ] : أي : إلا الراحم ، أي : ليس يعصم إلا الله ، أي : لا يمنع إلا الله الذي رحمنا ، فأنقذنا من الغرق{[32459]} ، وقيل : ( من ) في موضع نصب استثناء ، ليس من الأول{[32460]} ، أي : لكن من رحم الله ، فإنه معصوم{[32461]} .

وقيل : المعنى : إن عاصما بمعنى معصوم ، فيكون ( من ) أيضا في موضع رفع لأنه{[32462]} لا معصوم من أمر الله إلا المرحوم{[32463]} على البدل من موضع معصوم ، والاختيار : أن يكون عاصم على بابه ، و( من ) في{[32464]} موضع رفع على البدل من عاصم . والتقدير : لا يعصم اليوم م أمر الله إلا الله{[32465]} .

ثم قال تعالى : { وحال بينهما الموج }[ 43 ] : أي : بين نوح ، وابنه{[32466]} ، فكان ابنه من المغرقين{[32467]} .

{ من أمر الله } : وقف حسن ، إن جعلت إلا من رحم الله استثناء{[32468]} ، ليس من الأول ، وليس من الأول ، وليس بالبين لأنه لا بد للثاني أن يكون فيه سبب من الأول{[32469]} .

{ إلا من رحم } : وقف{[32470]} .


[32455]:ق: قوم.
[32456]:ق: سامين.
[32457]:انظر هذا التوجيه في: غريب القرآن 204، وجامع البيان 15/331، ومعاني الزجاج 3/54.
[32458]:ساقط من ق.
[32459]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/332.
[32460]:انظر هذا الإعراب في: معاني الزجاج 3/54. وإعراب النحاس 2/285.
[32461]:وهو قول الزجاج في معانيه 3/54.
[32462]:ق: أي.
[32463]:انظر هذا التوجيه في: تأويل مشكل القرآن 296، ومعاني الزجاج 3/55.
[32464]:ق: ساقط من ط.
[32465]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/285.
[32466]:ساقط من ق.
[32467]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/334.
[32468]:ق: استثنى.
[32469]:انظر هذا التوجيه في: القطع 389.
[32470]:وهو وقف كاف في: المكتفى 316، وحسن في: المقصد 45.