ثم قال تعالى إخبارا عن قول{[32455]} ابن نوح لنوح : { سآوي إلى جبل يعصمني من الماء }[ 43 ] : أي : سأصير{[32456]}/ إلى جبل يمنعني من الماء{[32457]} ، قال{[32458]} له نوح : { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم }[ 43 ] : أي : إلا الراحم ، أي : ليس يعصم إلا الله ، أي : لا يمنع إلا الله الذي رحمنا ، فأنقذنا من الغرق{[32459]} ، وقيل : ( من ) في موضع نصب استثناء ، ليس من الأول{[32460]} ، أي : لكن من رحم الله ، فإنه معصوم{[32461]} .
وقيل : المعنى : إن عاصما بمعنى معصوم ، فيكون ( من ) أيضا في موضع رفع لأنه{[32462]} لا معصوم من أمر الله إلا المرحوم{[32463]} على البدل من موضع معصوم ، والاختيار : أن يكون عاصم على بابه ، و( من ) في{[32464]} موضع رفع على البدل من عاصم . والتقدير : لا يعصم اليوم م أمر الله إلا الله{[32465]} .
ثم قال تعالى : { وحال بينهما الموج }[ 43 ] : أي : بين نوح ، وابنه{[32466]} ، فكان ابنه من المغرقين{[32467]} .
{ من أمر الله } : وقف حسن ، إن جعلت إلا من رحم الله استثناء{[32468]} ، ليس من الأول ، وليس من الأول ، وليس بالبين لأنه لا بد للثاني أن يكون فيه سبب من الأول{[32469]} .
{ إلا من رحم } : وقف{[32470]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.