الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (56)

{ إني توكلت على الله ربي وربكم }[ 56 ] : أي{[32583]} : فوضت أمري إلى مالكي ، ومالككم{[32584]} . { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها } أي : ليس من شيء يدب على الأرض إلا والله عز وجل ، مالكه{[32585]} .

وخص ذكر الناصية دون سائر الأعضاء ، لأن العرب تستعمل ذلك فيمن وصفته بالذلة والخضوع : تقول : ما ناصية{[32586]} فلان إلا بيدي{[32587]} : أي : هو مطيع لي أصرفه كيف أشاء{[32588]} .

وقيل : إنما خص ذكر الناصية ، لأنهم كانوا إذا اسروا أسيرا ، وأرادوا المن{[32589]} عليه ، جَزّوُا{[32590]} ناصيته ، ليعتدوا بذلك/ فخرا ، فخوطبوا بعادتهم{[32591]} .

وكل{[32592]} ما فيه الروح يقال له : داب ودابة ، فتدخل الهاء للمبالغة .

ثم قال : { إن ربي على صراط مستقيم }[ 56 ] أي : على الحق{[32593]} . والصراط في اللغة : المنهاج الواضح{[32594]} .


[32583]:ط: عز وجل أي.
[32584]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/363.
[32585]:انظر المصدر السابق.
[32586]:ق: نصلة.
[32587]:انظر هذا التوجيه في: تأويل مشكل القرآن 181، وجامع البيان 15/364.
[32588]:انظر: الجامع 9/36.
[32589]:ق: لمن.
[32590]:ق: جروا.
[32591]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/364.
[32592]:ط: فكل.
[32593]:وهو قول مجاهد في: تفسيره 389.
[32594]:انظر: اللسان: صرط، وفيه: أن الصراط، والسراط، والزراط: الطريق.