الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا ٱسۡتَيۡـَٔسُواْ مِنۡهُ خَلَصُواْ نَجِيّٗاۖ قَالَ كَبِيرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَيۡكُم مَّوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِي يُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (80)

فلما أيس إخوة يوسف{[34933]} من أخيه أن يدفع إليهم{[34934]} . { خلصوا نجيا }[ 80 ] : أي : انفردوا وليس{[34935]} يوسف{[34936]} وأخوه معهم أي : خلوا يتناجون بينهم{[34937]} . فقال كبيرهم في العقل وهو شمعون{[34938]} ، وقيل : بل ( هو ){[34939]} كبيرهم في السن ( وهو ){[34940]} روبيل ، وهو ابن خالة يوسف . وهو الذي كان نهاهم عن قتله{[34941]} .

وقيل : كبيرهم يهوذا يعني به : كبيرهم في العقل{[34942]} ، والفهم لا{[34943]} في السن ، ولم يختلف في أن كبيرهم في السن روبيل . فهو أولى الآية ( قال لهم ){[34944]} :

{ ألم تعلموا أن أباكم أخذ عليكم موثقا من الله }[ 80 ] في أخيكم هذا ، ومن قبل تفريطكم في يوسف ، وفعلكم فيه{[34945]} .

والمعنى : [ و{[34946]} ] من قبل هذا : تفريطكم{[34947]} في يوسف{[34948]} .

و( ما ) زائدة ، والمعنى : ومن قبل فرطتم{[34949]} في يوسف/ ويجوز أن تكون في موضع نسب عطف على ( أن ){[34950]} .

ويجوز أن يكون في موضع رفع على معنى : ومن قبل هذا تفريطكم { في يوسف }{[34951]} ، فتكون { ومن قبل } في موضع الخبر .

قوله : { فلن أبرح الأرض }[ 80 ] : أي : لن أبرح من أرض مصر{[34952]} .

{ حتى ياذن لي أبي }[ 80 ] بالقدم عليه ، { أو{[34953]} يحكم الله لي }{[34954]} أي : بالمن مع أخي ، فأمضي معه{[34955]} .

وقيل : المعنى : { يحكم الله لي } بالسيف ، فأحارب ، وآخذ{[34956]} أخي . قاله أبو صالح{[34957]} .

وقيل : المعنى : أو يقضي الله لي بالخروج من أرض مصر ، وترك أخي .

وروي أن يهودا قال ليوسف{[34958]} : يا أيها الملك ! إن لم تخل سبيله معنا لأصبحن صيحة لا يبقى في مدينتك حامل ، إلا أسقطت{[34959]} ما في بطنها . وكان ذلك في ولد يعقوب{[34960]} عند الغضب معروفا . فكلم يوسف{[34961]} ابنا له صغيرا بالقبطية{[34962]} فقال له : ضع{[34963]} يديك{[34964]} بين كتفي يهوذا ، ولا يشعر بك أحد ، وكان الناس{[34965]} مجتمعين ، فدخل{[34966]} الصبي بين الناس حتى وضع يده بين كتفي يهوذا ، فذهب غضبه . فقال يهوذا : لقد مسني من ولد يعقوب ، ولم ير{[34967]} أحدا{[34968]} .


[34933]:ساقط من ق.
[34934]:انظر المصدر السابق.
[34935]:ط: واو ليس.
[34936]:ط: صم.
[34937]:انظر: جامع البيان 16/204.
[34938]:وهو قول مجاهد في: جامع البيان 16/206، ولم ينسبه في غريب القرآن 220-221.
[34939]:ساقط من ق.
[34940]:ساقط من ق.
[34941]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/206 والمحرر 9/354.
[34942]:وهو قول الكلبي في: غريب القرآن 221.
[34943]:ق: ولا.
[34944]:ساقط من ط
[34945]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/208.
[34946]:ساقط من ق.
[34947]:ق: اتفريطكم.
[34948]:انظر: هذا المعنى في: جامع البيان 16/208.
[34949]:ق: ما فرضتم. ط: فرضتم.
[34950]:وهو قول الزجاج في: معانيه 3/124-125.
[34951]:ساقط من ط.
[34952]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 165/208، ومعاني الزجاج 3/175.
[34953]:ق: أن.
[34954]:ط: مطموس.
[34955]:انظر: الجامع 9/158.
[34956]:ق: واحد.
[34957]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/209. وأبو صالح هو: محمد بن عمير بن الربيع الكوفي، قاض مقرئ، عارف بحرف حمزة، أخذ عن سعيد بن محمد الكندي، وروى القراءة عنه أحمد بن نصر الشذائي. قال الذهبي: طال عمره إلى حوالي عشر وثلاثمائة (ت 310 هـ) انظر: الغاية 1/222-223.
[34958]:ط : صم.
[34959]:ط: سقطت في.
[34960]:ط: صم.
[34961]:ط: صم.
[34962]:وزاد في ط: اسمه إبراهيم.
[34963]:ق: يضع، ما
[34964]:ط: يدك.
[34965]:ق: وكانوا.
[34966]:ق: بدخول.
[34967]:ق: يرا.
[34968]:هذا الخبر، رواه الطبري مطولا في: جامع البيان 16/200-201 عن السدي، وعزاه في الجامع 9/159 إلى ابن عباس.