الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَتۡ لَهُمۡ رُسُلُهُمۡ إِن نَّحۡنُ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأۡتِيَكُم بِسُلۡطَٰنٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (11)

ثم قال ( تعالى ){[36905]} : { قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم }[ 11 ] : أي : صدقتم في قولكم لنا : ما أنتم إلا بشر مثلنا{[36906]} .

{ ولكن{[36907]} يمن على من يشاء من عباده }[ 11 ] : فيهديه ، ويوفقه للحق{[36908]} ، ويرسله إلى من يشاء من خلقه .

{ وما كان لنا أن ناتيكم بسلطان }[ 11 ] : أي : بحجة وبرهان على ما ندعو إليه من توحيد الله ( عز وجل ){[36909]} ، وطاعته ( جلت عظمته ){[36910]} .

{ إلا بإذن الله } : أي بأمره ، { وعلى الله فليتوكل / المومنون }{[36911]} [ 11 ] : أي : عليه فليتوكل من آمن به ، وأطاعه{[36912]} . فهذا كلام ظاهره الحظر والمنع ، ولا يخطر ( على فعل شيء لا يقدر ){[36913]} عليه البتة ، ولا في الطاقة فعله ، ولكن معناه : وما كان لنأتي بسلطان { إلا بإذن الله }[ 11 ] : نفوا ذلك عن أنفسهم ، إذ لا قدرة لهم عليه . ولو حمل على ظاهره لكان معناه : إنهم يقدرون على الإتيان بالسلطان ، وهو الحجة . ولكن لا يفعلونه إلا بإذن الله ، وليس الأمر كذلك ( إذ ){[36914]} لا مقدورة لهم على ذلك البتة ، فلا يتم المعنى حتى يحمل على النفي .


[36905]:ساقط من ط.
[36906]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 16/538.
[36907]:ط: مطموس.
[36908]:انظر: المصدر السابق.
[36909]:ساقط من ق.
[36910]:انظر المصدر السابق.
[36911]:ساقط من ق.
[36912]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/538.
[36913]:ساقط من ط.
[36914]:ساقط من النسختين وأضفته ليستقيم السياق.