فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَتۡ لَهُمۡ رُسُلُهُمۡ إِن نَّحۡنُ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأۡتِيَكُم بِسُلۡطَٰنٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (11)

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } أي : ما نحن في الصورة والهيئة إلاّ بشر مثلكم كما قلتم { ولكن الله يَمُنُّ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } أي : يتفضل على من يشاء منهم بالنبوّة ؛ وقيل : بالتوفيق والهداية { وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُمْ بسلطان } أي : ما صح ولا استقام لنا أن نأتيكم بحجة من الحجج { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أي : إلاّ بمشيئته وليس ذلك في قدرتنا . قيل : المراد بالسلطان هنا هو ما يطلبه الكفار من الآيات على سبيل التعنت ، وقيل أعم من ذلك ، فإن ما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن { وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } أي : عليه وحده ، وهذا أمر منهم للمؤمنين بالتوكل على الله دون من عداه ، وكأنّ الرسل قصدوا بهذا الأمر للمؤمنين الأمرَ لهم أنفسهم قصداً أوّلياً . ولهذا قالوا : { وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله } .

/خ12