الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ} (18)

قوله ( تعالى ) {[36999]} : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد } – إلى قوله – { على الله بعزيز }[ 18-20 ] ، التقدير عند سيبويه ، والأخفش ، وفيما نقص عليكم مثل الذين كفروا ، كما قال : { مثل الجنة } {[37000]} .

وقال الكسائي تقديره مثل أعمال / الذين كفروا كرماد {[37001]} .

ومعنى الآية : أنه مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة ، وأنها مثل رماد ضربته ريح عاصف . فماد تبقى منه ؟ ( كذلك ) {[37002]} لا يبقى للكفار من أعمالهم شيء ينتفعون به ، لأنهم أرادوا بها غير الله ( سبحانه ) {[37003]} {[37004]} .

ووصف ( يوم ) {[37005]} بالعصوف ، ( وحقيقته ) {[37006]} للريح {[37007]} ، وإنما جاز ذلك لأنه بمعنى النسب . تقديره : في يوم في عصف {[37008]} ، ( وتقديره ) {[37009]} عند الفراء : في يوم عاصف الريح ، وحذفت الريح لتقدم ذكرها {[37010]} .

{ لا يقدرون {[37011]} مما كسبوا على شيء }[ 18 ] {[37012]} : أي : لا يقدرون أن ينفعهم شيء من أعمالهم ، كما لا يقدرون على النفع بشيء ، من رماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف {[37013]} .

{ ذلك هو الظلال البعيد }[ 18 ] : أي : عملهم {[37014]} الذي كانوا يعملون ضلال {[37015]} ، بعيد عن الحق {[37016]} .


[36999]:ساقط من ق.
[37000]:الرعد: 36. وانظر: التعليق على هذه الجملة في الآية 36 من الرعد، وانظر: أيضا: الكتاب 1/212، ومعاني الأخفش 2/598، وإعراب النحاس 2/366، وجامع البيان 16/552.
[37001]:انظر هذا القول في: مجاز القرآن 1/338، ولم ينسبه في جامع البيان 16/552.
[37002]:ط: كذا.
[37003]:ساقط من ق.
[37004]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/353-554.
[37005]:ساقط من ط.
[37006]:انظر المصدر السابق.
[37007]:ط: مطموس.
[37008]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/367.
[37009]:ط: والتقدير.
[37010]:انظر: معاني الفراء 2/74، وتأويل مشكل القرآن 217.
[37011]:ط: مطموس.
[37012]:في النسختين معا: على شيء مما كسبوا.
[37013]:وهو معنى قول ابن عباس في: جامع البيان 16/555.
[37014]:ق: أعملهم.
[37015]:ق: ضلالا.
[37016]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/556.