الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلٗا} (71)

قوله : { يوم ندعوا كل أناس بإمامهم } [ 71 ] إلى قوله { وأضل سبيلا } [ 72 ] .

أي : واذكر يا محمد يوم ندعو{[41483]} .

ومعنى " [ ب ]إمامهم{[41484]} : نبيئهم الذي أرسل إليهم . قاله : ابن عباس ومجاهد وقتادة{[41485]} .

وعن ابن عباس أيضا : [ أن{[41486]} ] الإمام هنا ، كتاب عمل الإنسان مثل{[41487]} قوله : { وإنهما لبإمام مبين }{[41488]} " وكذلك قال الحسن وأبو صالح وأبو العالية{[41489]} .

وقال ابن زيد : " بإمامهم " بكتابهم الذي أنزل إليهم{[41490]} .

وعن ابن عباس : " بإمامهم " بداعيهم الذي دعاهم إلى الهدى أو الضلالة{[41491]} .

[ و{[41492]} ] قال أبو العالية{[41493]} : " بإمامهم " بأعمالهم{[41494]} .

ثم قال : { فمن أوتي كتابه بيمينه } [ 72 ] .

أي : من أعطي كتاب عمله بيمينه لم يظلم من جزاء عمله الصالح مقدار فتيل . وهو الخيط الذي في وسط النواة . /{[41495]} .

واختار الطبري أن يكون الإمام هنا : الذي كانوا يعبدونه في الدنيا{[41496]} .

وقال النحاس : الناس يدعون في الآخرة بهذا كله ، يدعون بنبيهم ، فيقال : أين أمة محمد ؟ وبكتابهم ، فيقال : أين أمة القرآن ؟ وبعملهم ، فيقال : أين أصحاب الورع ؟ وكذا{[41497]} الكفار يدعون بضد هذا : أين أمة فرعون ؟ وأين أصحاب الربا ؟ وفي هذا مدح للمؤمنين على رؤوس الناس وذم للكافرين{[41498]} .

وروي{[41499]} أن المؤمن يمد يمينه سهلا ، ويتناول كتابه بالسهولة ، وأن المشرك يمد يمينه ليأخذ كتابه فيجتدبه ملك فيخلع يمينه فيتناول كتابه بشماله .


[41483]:وهو قول النحاس، انظر: إعراب النحاس 2/434.
[41484]:ساقط من ق.
[41485]:انظر: هذا القول في جامع البيان 15/126 وإعراب النحاس 2/434، وأحكام الجصاص 3/205، والجامع 10/192، والدر 5/316.
[41486]:ساقط من ق.
[41487]:ط: "وهو مثل".
[41488]:الحجر: 79.
[41489]:وهو قول قتادة أيضا، انظر: غريب القرآن 259 وجامع البيان 15/126 وأحكام الجصاص 3/205 والجامع 10/192 والدر 5/317.
[41490]:انظر: قوله في: جامع البيان 15/127، وإعراب النحاس 2/434 وأحكام الجصاص 3/205، والجامع 10/192.
[41491]:انظر: قوله في إعراب النحاس 2/434.
[41492]:ساقط من ط.
[41493]:ق: "المعالية".
[41494]:وهو: قول الحسن وابن عباس وأبي صالح أيضا، وهو القول السابق عنهم وعن أبي العالية، انظر: جامع البيان 15/127، وإعراب النحاس 2/434، والجامع 10/192.
[41495]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/127.
[41496]:انظر: اختياره في جامع البيان 15/127.
[41497]:ط: "وكذلك".
[41498]:انظر: قوله في إعراب النحاس 2/434.
[41499]:ط: "ويرى".