الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدٞ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗا} (58)

ثم قال : { وربك الغفور ذو الرحمة } [ 57 ] .

أي : وربك يا محمد الساتر على ذنوب عباده بعفوه{[43072]} إذا تابوا منها ذو الرحمة بهم . ولو أخذ{[43073]} هؤلاء المعرضين عن آياته بما اكتسبوا من الذنوب بالعذاب في الدنيا لعجل لهم ذلك . لكنه{[43074]} برحمته وعفوه لم يعجل لهم ذلك . وتركه إلى وقته ، وهو الموعد المذكور .

{ لن يجدوا من دونه موئلا } [ 57 ] .

أي : لن يجدوا يعني هؤلاء المشركين من دون الموعد ملتحدا ملجئا يلجؤون إليه من العذاب{[43075]} .


[43072]:ط: "فعفوه".
[43073]:ق: "أخر"
[43074]:ط: لكنهم.
[43075]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 15/269.