الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا} (96)

ثم قال تعالى ذكره : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا }[ 97 ] .

أي : إن الذين صدقوا الله ورسله{[44780]} ، وعملوا بما أمرهم ، وانتهوا عما نهاهم ، سيجعل لهم / الرحمن في الدنيا في صدور عباده المؤمنين محبة ، قاله ابن عباس{[44781]} .

وقال مجاهد : يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين ، وكذا قال ابن جبير عن ابن عباس{[44782]} .

وكان هرم بن حيان{[44783]} يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل ، إلا أقبل الله تعالى بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ومحبتهم{[44784]} .

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : ( ما من الناس أحد{[44785]} يبذل{[44786]} خيرا أو شرا ، إلا كساه الله رداء عمله{[44787]} ) .

ويروى أن هذه الآية نزلت في عبد الرحمن بن عوف{[44788]} ، وذلك أنه لما هاجر إلى المدينة ، وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة ، فأنزل الله جل وعز ، الآية يعزيه بها{[44789]} ويخبره أنه سيحدث له في قلوب المؤمنين{[44790]} الذين هاجر إليهم محبة{[44791]} .

وقيل : إن الله تعالى جعل [ له ]{[44792]} في قلوب المؤمنين محبة ، فلا ترى مؤمنا إلا يحبه .


[44780]:ز: رسوله.
[44781]:انظر: جامع البيان 16/132 والدر المنثور 4/287.
[44782]:انظر: جامع البيان 16/132 وزاد المسير 5/266 وتفسير ابن كثير 3/140 والدر المنثور 4/287.
[44783]:ز: هرمز (تصحيف) وهو هرم بن حيان العبدي من صغار الصحابة، انظر: ترجمته في طبقات ابن خياط: 198 والاستيعاب 4/1537.
[44784]:انظر: جامع البيان 16/133 وزاد المسير 5/267 وتفسير ابن كثير 3/140.
[44785]:ز: عبد.
[44786]:ز: يعمل.
[44787]:انظر: جامع البيان 16/133 وتفسير ابن كثير 3/140.
[44788]:هو عبد الرحمن بن عوف القرشي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (ت 32 هـ) انظر: ترجمته في الاستيعاب 2/844 والإصابة 4/176.
[44789]:ز: يعرفه فيها. (تصحيف).
[44790]:المؤمنين سقطت من ز.
[44791]:انظر: جامع البيان 16/133، وقال الحافظ ابن كثير: وقد روى ابن جريرا أثرا أن هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف وهو خطأ، فإن هذه السورة بكاملها مكية لم ينزل منها شيء بعد الهجرة، ولم يصح سند ذلك والله أعلم) انظر: تفسير ابن كثير 3/140.
[44792]:زيادة من ز.