الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَطَّلَعَ ٱلۡغَيۡبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَٰنِ عَهۡدٗا} (78)

ثم قال تعالى : { اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا }[ 79 ] .

أي : اعلم هذا القائل الغيب أفقال ذلك عن علم / غيب عنده ؟ أم اتخذ عند الرحمن عهدا ؟ أي : أم{[44659]} آمن بالله ورسوله وعمل بطاعته فكان له بذلك عهد{[44660]} عن الله{[44661]} فيؤتيه ما يقوله له{[44662]} في الآخرة ؟

قال قتادة : ( عهدا ) عملا صالحا قدمه{[44663]} . وقاله : سفيان{[44664]} .

وقيل{[44665]} : ( العهد ) التوحيد : ( لا إله إلا الله ) .

وقيل : العهد : الوعد .

وقال عبد الله بن عمر : يقول الله تعالى يوم القيامة : من كان له عندي عهد ، فليقم ، فقالوا : يا أبا عبد الرحمن ، فعلمنا . فقال{[44666]} قولوا : اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا ، إنك{[44667]} إن تكلني إلى عملي{[44668]} تقربني من الشر ، وتباعدني من الخير ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاجعلها لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة ، إنك لا تخلف الميعاد{[44669]} .


[44659]:أم سقطت من ز.
[44660]:ز: عهده.
[44661]:ز: الله ورسوله.
[44662]:له سقطت من ز.
[44663]:انظر: جامع البيان 16/122 زاد المسير 5/261 والبحر المحيط 6/213 والدر المنثور 4/284.
[44664]:هو سفيان بن سعيد مسروق الثوري، ويكنى أبا عبد الله (ت 162 هـ) انظر: ترجمته في طبقات ابن خياط: 168 وتهذيب التهذيب 4/111.
[44665]:القول لابن عباس في الدر المنثور 4/284.
[44666]:ز: قال.
[44667]:إنك سقطت من ز.
[44668]:ز: نفسي.
[44669]:ذكر السيوطي هذا القول في الدر المنثور 4/286 وابن كثير في تفسيره 3/138 ونسباه لابن مسعود.