ثم قال : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) الآية [ 163 ] .
هذه( {[5061]} ) الآية فيها تنبيه من الله عز وجل لخلقه على قدرته ونعمه . والآية دالة( {[5062]} ) على توحيده المقدم ذكره في الآية الأولى .
والمعنى : إن في رتبة هذه الأشياء وحدوثها وإحكام صنعتها( {[5063]} ) لعلامات بينة ، ودلالة( {[5064]} ) واضحة على توحيد خالقها وإيجاب العبادة له( {[5065]} ) دون غيره لقوم يعقلون( {[5066]} ) .
وروي أن قوله : ( وَإِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الآية ، لما نزلت ، قال المشركون : " ما البرهان على ذلك ونحن ننكر ذلك ، ونزعم أن لنا آلهة كثيرة ؟ فأنزل الله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ )( {[5067]} ) الآية ، احتجاجاً عليهم فيما ادّعوا . هذا قول عطاء( {[5068]} ) .
والمعنى بهذه( {[5069]} ) القدرة والآيات( {[5070]} ) تعلمون أن الإله إله واحد لا تجب العبادة إلا له .
وقال أبو الضحى( {[5071]} ) : " لما نزلت : ( وَإِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الآية ، قال المشركون : إن كان هذا هكذا ، فليأتنا بآية . فأنزل الله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ ) الآية( {[5072]} ) .
وروى ابن جبير أن قريشاً سألت/اليهود عما جاءهم به موسىن الآيات( {[5073]} )/فحدثوهم بالعصا وبيده بيضاء ، وسألوا النصارى عما جاءهم به عيسى صلى الله عليه وسلم من الآيات ، فحدثوهم أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله . فقالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : " ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً ، فنزداد يقيناً ونتقوى به على/عدونا " . فسأل( {[5074]} ) النبي صلى الله عليه وسلم ربّه ، فأوحى الله عز وجل إليه : " إني أعطيهم أن أجعل لهم الصفا ذهباً . ولكن إن كذبوا بعد ، عذبتهم عذاباً لم أعذبه أحداً من العالمين " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " دَعْنِي وَقَوْمِي فَأَدْعُوهُم( {[5075]} ) يَوْماً بِيَوْمٍ فَأَنْزَلَ الله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ ) الآية( {[5076]} ) . أي : إن في ذلك لآية( {[5077]} ) لهم إن كانوا يريدون أن أجعل لهم آية . وقاله السدي( {[5078]} ) وغيره( {[5079]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.