قوله : ( مَّثَلُ الذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) [ 260 ] .
قال الطبري : " هذه الآية مردودة إلى قوله : ( مَّن ذَا الذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ) وإلى الآيات التي بعدها( {[8666]} ) " .
قال( {[8667]} ) السدي : " نزلت في الذي ينفق( {[8668]} ) على نفسه في سبيل الله عز وجل ويخرج " ( {[8669]} ) . والمثل في هذه الآية إنما هو للنفقة( {[8670]} ) لا للمنفق( {[8671]} ) ، وفي الكلام حذف ، والتقدير : " مثل نفقة الذين ينفقون " ، ودل " ينفقون " على النفقة فحسن حذفها( {[8672]} ) .
وروى نافع عن ابن عمر أنه قال : " لما نزلت : ( مَّثَلُ الذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ ) الآية ، قال النبي عليه السلام : " اللَّهُمَّ زِدْ أُمَّتِي " ، فنزلت :
( مَّنْ ذَا الذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رَبِّ زِدْ أُمَّتِي : فنزلت : ( اِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) " ( {[8673]} ) .
قال مالك في قوله تعالى : ( اِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )( {[8674]} ) " هو الصبر على فجائع الدنيا وأحزانها " ( {[8675]} ) .
قال مالك : " وبلغني أن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد " .
قلت : والصبر على طاعة الله عز وجل وعن محارم الله تعالى أفضل من( {[8676]} ) الصبر على المصائب والفجائع . كذا ، قال عمر وغيره .
ثم قال تعالى : ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَّشَاءُ ) [ 260 ] .
أي ممن أنفق في غير سبيل الله ، يضاعف أيضاً إن شاء( {[8677]} ) .
وقيل : ( لِمَن يَّشَاءُ ) : هو المنفق في سبيل الله عز وجل ، يزيد على سبعمائة ضعف إلى ألفي( {[8678]} ) ألف ضعف إن شاء . روي ذلك/عن ابن عباس( {[8679]} ) .
قوله : ( وَاللَّهُ وَاسِعٌ )( {[8680]} ) [ 260 ] .
أي يزيد( {[8681]} ) من يشاء من خلقه على السبعمائة ما شاء( {[8682]} ) .
( عَلِيمٌ ) . أي عليم بما ينفق المنفقون( {[8683]} ) في سبيله .
وقيل( {[8684]} ) : عليم بمن يزيده على السبعمائة ضعف ومن لا يزيده( {[8685]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.