قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم )( {[8713]} ) الآية [ 263 ]/ .
أمروا أن يكفوا( {[8714]} ) عن المن والأذى اللذين( {[8715]} ) يبطلان ثواب الصدقة ، كما يبطل الرياء صدقة المتصدق المنافق/ الذي يوهم بصدقته أنه مؤمن فيرائي .
والمراد في قوله : ( وَلاَ( {[8716]} ) يُومِنُ بِاللَّهِ ) [ 263 ] .
هو المنافق( {[8717]} ) ، وإنما ذلك لأنه أضاف إليه الرياء . وذلك من فعل المنافق الساتر لكفره . فأما الكافر فليس عنده رياء ، لأنه مناصب للدين مجاهر بذلك .
وقيل : المراد به الكافر المجاهر . وذلك أن الكافر قد ينفق ماله ، ليقول الناس : " ما أكرمه ! ما أفضله " ، ولا يريد بإنفاقه إلا الثناء ، لا غير . فنهاهم الله أن يكونوا مثله إذا منوا( {[8718]} ) أو آذوا( {[8719]} ) .
وقوله( {[8720]} ) : / ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ ) [ 263 ] .
الصفوان : الحجر الأملس( {[8721]} ) .
وقرأ ابن المسيب والزهري : " صَفَوَانٍ " بفتح الفاء( {[8722]} ) .
وحكى قطرب " صِفْوَانٍ " بكسر الصاد( {[8723]} ) .
قال( {[8724]} ) الأخفش : " صَفْوَانٌ( {[8725]} ) ، جماعة صَفْوَانَةٍ " ( {[8726]} ) .
وقال غيره : " هو واحد والصلد( {[8727]} ) هو الذي لا شيء عليه من نباته ولا غيره( {[8728]} ) " .
مَثَّلَ الله المنافقين وأعمالهم بالحجر الأملس عليه تراب ، وأصابه مطر وابل ؛ وهو العظيم القطر( {[8729]} ) ، فتركه لا شيء عليه . فكذلك صدقات المنافقين للرياء .
ومعنى ( لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ) [ 263 ] .
أي لا يقدرون يوم القيامة على وجود شيء مما كسبوا ، أي من ثواب ما كسبوا في الدنيا لأنه كان لغير الله .
( وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ ) [ 263 ] .
أي لا يسددهم( {[8730]} ) لإصابة الهدى في فعلهم وقولهم . وهذا يقوي قول من قال : أراد بما( {[8731]} ) تقدم الكافر لا( {[8732]} ) المنافق . قال معنى ما ذكرنا : قتادة والربيع/ وغيرهما( {[8733]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.