قوله : ( وَمَثَلُ( {[8734]} ) الذِينَ يُنفِقُونَ [ أَمْوَالَهُمُ ]( {[8735]} ) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ) [ 264 ] .
ضرب الله الآية( {[8736]} ) الأولى مثلاً لأعمال الكافرين يوم القيامة ، وشبه صدقة أهل الرياء والكفر بالصفوان الذي عليه تراب فأصابه مطر شديد ، ثم ضرب هذه الآية مثلاً لأعمال المؤمنين وصدقاتهم . فمعنى قوله : ( وَتَثْبِيتاً( {[8737]} ) مِّنَ اَنفُسِهِمْ ) [ 264 ] ، أي يقيناً وثقة . قاله السدي وقتادة وأبو صالح( {[8738]} ) .
وقال مجاهد : " يثبتون : أين( {[8739]} ) يضعون أموالهم " ( {[8740]} ) .
قال الحسن : يعني زكاتهم " ( {[8741]} ) .
وروي عن قتادة : " ( وَتَثْبِيتاً ) : احتساباً من أنفسهم " ( {[8742]} ) .
وعن الحسن أنه قال : " يثبت إذا أراد أن ينفق ، فإن كان لله( {[8743]} ) أنفق وإلا( {[8744]} ) أمسك " ( {[8745]} ) .
قوله : ( كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ اَصَابَهَا وَابِلٌ ) [ 264 ] .
شبه فعل هؤلاء في صدقاتهم بجنة بربوة ، وهي الترعة( {[8746]} ) أصابها وابل وهو المطر الشديد العظيم القطر( {[8747]} ) ، فإن أخطأها الوابل أصابها الطل وهو الندى .
وقال الضحاك : " هو الرذاذ من( {[8748]} ) المطر ، يعني( {[8749]} ) اللين منه( {[8750]} ) " .
والهاء في ( اَصَابَهَا ) تعود على الجنة أو على الربوة ، وكذلك الهاء في " يصبها " ( {[8751]} ) .
قوله : ( فَئَاتَتُ اُكْلَهَا ضِعْفَيْنِ ) [ 264 ] .
أي فهي لا تخلف ؛ لابد من إتيان الأكل . فكذلك( {[8752]} ) عمل المؤمن لا خلف لخيره .
وسميت الربوة ربوة لأنها ربت على وجه الأرض . / أي ارتفعت من : " ربا " إذا زاد( {[8753]} ) .
قال مجاهد : " الربوة المكان المستوي " ( {[8754]} ) . وكذلك قال الحسن( {[8755]} ) . وقال الضحاك : " الربوة المكان المرتفع الذي تجري فيه الأنهار " ( {[8756]} ) . وقال السدي : " ( بِرُبْوَةٍ ) : برابية من الأرض " ( {[8757]} ) يريد المنخفض .
وقال ابن عباس : " الربوة : المكان المرتفع( {[8758]} ) الذي لا تجري فيه الأنهار " ( {[8759]} )/ وتقدير الكلام عند المبرد : " فطل يكفيها " ( {[8760]} ) .
وعلى ذلك يستحسن الوقف على ( فَطَلٌّ )( {[8761]} ) . وقدَّره غيره . " فهو طل " أو " أصابها طل " ( {[8762]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.