الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ} (70)

ثم قال تعالى : { فألقي السحرة سجدا }[ 69 ] .

في الكلام حذف والتقدير ، فألقى موسى ما في يده فتلقفت{[45307]} ما صنعوا فألقي السحرة سجدا .

قال ابن جبير : لما ألقى [ موسى ]{[45308]} ما في يده ، صار ثعبانا مبينا ، قال : ففتحت فما لها مثل الرحى{[45309]} ثم وضعت مشفرها على الأرض ورفعت الآخر ، فاستوعبت كل شيء ألقوا{[45310]} من السحر ثم جاء موسى إليها ، فقبض عليها ، فإذا هي عصا ، فخرت السحرة سجدا ، وقالوا : آمنا برب هارون وموسى{[45311]} .

وروي أن رئيس السحرة قال لهم : إن كان هذا سحرا من موسى فأين مضى حمل ثلاث مائة بعير من حبال وعصي ، وأين ذهب ذلك ، هذا أمر من فعل الله ، وليس هو سحرا ، فاخلصوا التوحيد لله جل ذكره وآمنوا وخروا سجدا .


[45307]:ز: فيلقف.
[45308]:زيادة من ز.
[45309]:في جامع البيان 16/187، (مثل الدخل).
[45310]:ز: ألقى.
[45311]:انظر: جامع البيان 16/187.