{ فألقي السحرة } أي فألقى ذلك الأمر الذي شاهدوه من موسى والعصي إياهم { سجدا } لله تعالى ، وذلك لأنهم كانوا في أعلى طبقات السحر ، فلما رأوا ما فعله موسى خارجا عن صناعتهم ، عرفوا أنه ليس من السحر البتة ، وقد مر تحقيق هذا في سورة الأعراف .
قال صاحب الكشاف : سبحان الله ما أعجب أمرهم ، قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود ، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود ، فما أعظم الفرق بين الإلقائيين ؛ وقيل أنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار والثواب والعقاب { قالوا آمنا برب هارون وموسى } إنما قدم هرون على موسى هنا في حكاية كلامهم ، وأخر في الشعراء رعاية الفواصل الآي وعناية بتوافق رؤوسها ؛ ولأن الواو لا توجب ترتيبا .
قال عكرمة : إن سحرة فرعون كانوا تسعمائة ، فقالوا لفرعون : إن يكن هذان ساحرين فإنا نغلبهما فإنه لا أسحر منا ، وإن كانا من رب العالمين ، فإنه لا طاقة لنا برب العالمين ، فلما كان من أمرهم أن خروا سجدا أراهم الله في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة ، فعندها قالوا هذا القول ، وقالوا أيضا : { لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات } إلى قوله : { والله خير وأبقى } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.