الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ} (69)

ثم قال : { وألق ما في يمينك } يعني العصا { تلقف ما صنعوا } ، فألقاها فتلقفت حبالهم وعصيهم ، وكانت حمل ثلاث مائة بعير ، ثم عادت عصا لا يعلم أحد أين ذهبت الحبال والعصي ، إلا الله . وهذه آية{[45300]} تشتمل على آيات ، منها : انقلاب العصا ثعبانا ، ومنها : ابتلاعها لحمل ثلاث مائة بعير من حبال وعصي .

وأعظمها : أنها عادت عصا يحملها موسى في يده كما كانت أولا{[45301]} ، وتلاشى وقر ثلاث مائة بعير بقدرة الله ، فلا أثر لذلك ، فسبحان من لا يقدر على هذه القدرة أحد سواه ، لا إله غيره{[45302]} .

ثم قال : { إنما صنعوا كيد ساحر } ما ( بمعنى الذي ومع{[45303]} { صنعوا } ( هاء ) محذوفة . و{ كيد } خبر ( إن ) و( الذي ) اسمها .

فإن جعلت ( ما ) كافة ل( إن ) عن{[45304]} العمل ، نصبت كيدا ب{ صنعوا } و( الكيد ) : المكره أي : مكر الساحر وخدعه لا على حقيقة .

ثم قال : { ولا يفلح الساحر حيث أتى } أي : لا يظفر بسحره{[45305]} أين كان .

وقيل : المعنى : يقتل الساحر حيث وجد .

وفي حرف ابن مسعود : أين أتى{[45306]} .


[45300]:ز: آية.
[45301]:ز: أول مرة.
[45302]:(لا إله غيره) سقطت من ز.
[45303]:قوله (ما بمعنى الذي ومع) ساقط من ز.
[45304]:عن سقطت من ز.
[45305]:ز: لا يضر سحره. (تحريف).
[45306]:انظر: معاني الأخفش 2/408.