ثم قال : { لاهية قلوبهم }[ 3 ] .
أي : غافلة ، لا يتدبرون حكمه ولا يتفكرون فيما أودعه{[45729]} كتابه .
ثم قال تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }[ 3 ] .
أي : أسر هؤلاء الناس الذين اقترب حسابهم ، النجوى بينهم ، أي : أظهروا المناجاة بينهم ، فقالوا : هل محمد إلا بشر مثلكم ، وهو يزعم أنه رسول من عند الله إليكم .
وقيل : { وأسروا النجوى } أي : قالوا ذلك سرا .
وقال أبو عبيدة : ( هو من الأضداد ){[45730]} .
ثم قال : { أفتاتون السحر وأنتم تبصرون }[ 3 ] .
زعموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ساحر ، وأن ما جاء به سحر . أي تقبلون ما جاءكم به{[45731]} وهو سحر وأنتم تبصرون أنه بشر مثلكم .
وفي الضمير الذي أتى بلفظ الجمع في قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا } مع الكلام على موضع ( الذين ) من الإعراب ستة أقوال{[45732]} .
الأول : أن يكون{[45733]} { الذين ظلموا } بدلا{[45734]} من الواو في { وأسروا } فيكون{[45735]} التقدير : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }{[45736]} .
والثاني : أن يكون { الذين ظلموا } رفعا بابتداء مضمر ، والتقدير : ( هم الذين ظلموا ){[45737]} .
والثالث : أن يكون { الذين ظلموا } رفعا بفعلهم . والتقدير : يقول الذين ظلموا هل هذا .
والرابع : أن يكون { الذين ظلموا } في موضع نصب بإضمار ، أعني .
والخامس : أن يكون على لغة من جمع الفعل مقدما ، كما حكي : أكلوني البراغيث ، وهو قول الأخفش{[45738]} .
والسادس : أن يكون { الذين ظلموا } بدلا من الناس أو نعتا . كأنه قال : اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم{[45739]} .
والوقف على { وأسروا النجوى }{[45740]} حسن على القول الثاني والثالث والرابع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.