فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞هَيۡهَاتَ هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (36)

{ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ( 36 ) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ( 37 ) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ( 38 ) قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ( 39 ) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ( 40 ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 41 ) ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ( 42 ) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ( 43 ) } .

{ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } أي بعد ، وقال ابن عباس : بعيد بعيد ، قال ابن الأنباري : وفي هيهات عشر لغات ، ثم سردها وهي مبنية في علم النحو ، وقد قرئ ببعضها قال سليمان الجمل : فيه لغات كثيرة تزيد على أربعين ، ثم ذكر منها مشهورها ، وما قرئ به تركناها لقلة الفائدة هنا ، هو اسم فعل ماض بمعنى مصدر والغالب في الاستعمال أن تستعمل هذه الكلمة مكررة ، والثانية توكيد لفظي للأولى وليست المسألة من التنازع ، واللام في { لِمَا تُوعَدُونَ } لبيان المستعبد كما في قوله { هيت لك } ، كأنه قيل لماذا هذا الاستعباد ؟ فقيل لما توعدون .

والمعنى بعد إخراجكم للوعد الذي توعدون ، هذا على أن { هَيْهَاتَ } اسم فعل وقال الزجاج : هو في تقدير المصدر أي البعد لما توعدون أو بعد لما توعدون على قراءة من نون ،