الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ} (61)

قوله تعالى ذكره : { أولئك يسارعون في الخيرات }[ 62 ] إلى قوله { سامر تهجرون }[ 68 ] .

معناه : أولئك يسارعون في الخيرات ، أي : الذين [ هم ]{[47518]} هذه صفتهم ( يسارعون ) أي : يسابقون في الأعمال الصالحة{[47519]} .

قال ابن زيد{[47520]} : ( الخيرات ) المخافة ، والوجل ، والإيمان ، والكف عن الشرك بالله .

ثم قال : { وهم لها سابقون }[ 62 ] .

أي : قد سبقت لهم من الله السعادة فذلك سبقهم في الخيرات كل من عنده .

قال ابن عباس{[47521]} : ( وهم لها سابقون ) سبقت لهم من الله تعالى السعادة .

وقيل معناه : وهم إليها سابقون .

وقيل المعنى : وهم من أجلها سابقون ، أي من أجل اكتسابهم الخيرات يسبقون إلى رحمة الله .

وقيل المعنى : فهم إلى أوقاتها سابقون ، لأن الصلاة في أول الوقت أفضل .


[47518]:زيادة من ز.
[47519]:ز: الصالحات.
[47520]:انظر: جامع البيان 18/34.
[47521]:انظر: جامع البيان 18/34، والدر المنثور 5/12.