ثم قال تعالى : { ولو اتبع الحق أهواءهم }[ 72 ] .
أي : ولو اتبع الله عز وجل أهواء الكفار ، قاله السدي{[47569]} .
وتقديره على قوله : ولو اتبع صاحب الحق أهواء المشركين { لفسدت السموات والأرض } باتباع آرائهم ، لأنهم لا يعلمون العواقب ، وأهواء أكثرهم على إيثار الباطل على الحق ، والسماوات والأرض وما بينها لا يقمن إلا بالحق .
وقيل{[47570]} : الحق هنا : القرآن ، والمعنى : ولو نزل القرآن بما يحبون لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن .
وقيل : هو مجاز ، والتقدير : ولو وافق الحق أهواءهم ، فجعل موافقته اتباعا ، مجازا ، ويكون التقدير على هذا ، لو كانوا يكفرون بالرسل ، ويعصون الله ، ولا يجازون على ذلك ويعاقبون لفسدت السماوات والأرض .
وقيل{[47571]} : المعنى : لو كان الحق فيما يقولون من اتخاذ آلهة مع الله لتعالت بعضها على بعض واضطرب التدبير ففسدت لذلك السماوات والأرض .
ثم قال : { بل آتيناهم بذكرهم }[ 72 ] .
أي : بينا لهم الحق ، قاله ابن عباس .
وقيل{[47572]} : معناه : بل آتيناهم بشرفهم إذ نزل القرآن بلغتهم وعلى رجل منهم . { فهم عن ذكرهم معرضون } أي : فاعرضوا عنه فكفروا به ، مثله ، { وإنه لذكر لك ولقومك }{[47573]} .
وقال قتادة{[47574]} : ( بذكرهم ) : بالقرآن ، وتقديره : بل آتيناهم بذكر ما فيه النجاة لو اتبعوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.