الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (23)

قوله تعالى ذكره : { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات{[48086]} } [ 23 ] ، إلى قوله : { لعلكم تذكرون{[48087]} }[ 27 ] ، أي إن الذين يرمون بالفاحشة المحصنات ، أي الغافلات عن الفواحش ، المؤمنات بالله ورسوله لعنوا في الدنيا والآخرة ، أي أبعدوا من رحمة الله في الدنيا والآخرة .

{ ولهم في الآخرة{[48088]} عذاب عظيم } .

قال{[48089]} ابن جبير : هذا في عائشة{[48090]} خاصة لأن الزنا أشد من قذف المحصنة{[48091]} وقد جعل الله في الزنا التوبة .

وقال{[48092]} الضحاك : ذلك لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم{[48093]} كلهن خاصة .

وقال{[48094]} ابن زيد : هو في{[48095]} عائشة ، ولمن صنع ذلك اليوم في المسلمات فله مثل{[48096]} ذلك .

وقال{[48097]} ابن عباس : هي{[48098]} في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رماهن أهل النفاق فأوجب الله لهم اللعنة والغضب وباءوا بسخط من الله فكان ذلك في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل{[48099]} بعد ذلك : { والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا بأربعة شهداء } [ 4 ] ، إلى{[48100]} { إن الله غفور رحيم }[ 5 ] فأنزل الله عز وجل الجلد والتوبة ، فالتوبة تقبل والشهادة ترد . فقول{[48101]} ابن عباس والضحاك يوجب أن من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهو ملعون في الدنيا والآخرة ، ومن قذف غيرهن فهو فاسق .

واختار النحاس{[48102]} أن يكون عاما للمذكر والمؤنث{[48103]} ، والتقدير{[48104]} : والذين يرمون الأنفس المحصنات ، فيدخل فيه المذكر والمؤنث{[48105]} وإنما غلب المؤنث{[48106]} هنا{[48107]} لأنه إذا قذف امرأة{[48108]} فقد قذف معها رجلا{[48109]} فاستغنى بذكر المرأة عن الرجل .


[48086]:"الغافلات" ساقطة من الآية في ز.
[48087]:"لعلكم" ساقطة من الآية في ز.
[48088]:المائدة: 33.
[48089]:انظر: تفسير ابن جرير 18/10، وزاد المسير 6/25، والقرطبي 12/209، وابن كثير 5/76، والدر المنثور 18/164.
[48090]:بعده في ز: رضي الله عنها.
[48091]:ز: المحصنات.
[48092]:انظر: تفسير ابن جرير 18/104، والكشاف 3/57، وزاد المسير 6/25، والقرطبي 12/209، والدر المنثور 18/164، وفتح القدير 4/17.
[48093]:"صلى الله عليه وسلم" ساقطة من ز.
[48094]:انظر: ابن جرير 18/104، وزاد المسير 6/25، وابن كثير 5/76.
[48095]:"في" ساقطة من ز.
[48096]:"مثل" ساقطة من ز.
[48097]:انظر: تفسير ابن جرير 18/105، والدر المنثور18/165.
[48098]:ز: هن.
[48099]:ز: أنزل.
[48100]:بعده في ز: قوله.
[48101]:ز: وقول.
[48102]:هو أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن يونس المرادي، النحاس النحوي المصري المتوفى سنة 338هـ. كان مفسرا أديبا، انظر: ترجمته في وفيات الأعيان 1/82، والبداية والنهاية 11/222، والأعلام 1/199.
[48103]:ز: والمؤمنة.
[48104]:ز: فالتقدير.
[48105]:ز: والمؤنة.
[48106]:ز: والمؤنة.
[48107]:"هنا" ساقطة من ز.
[48108]:ز: امرأت.
[48109]:ز: رجل.