تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (23)

الآية 23 : وقوله تعالى ]إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات[ قد ذكرنا أن المحصنات ههنا ، هن الحرائر ، والغافلات ، هن البريئات من الفاحشة ، والمؤمنات : ظاهر .

وقوله تعالى : ]لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم[ كأن الآية نزلت في المنافقين الذين كان{[10]} منهم ابتداء القذف وإشاعته في الناس . لذلك ذكر فيهم اللعن والعذاب العظيم .

فهو كما قال : ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة[ ( النور : 19 ) والمؤمن لا يحب شيْعَ{[11]} الفواحش في المؤمنين ؛ إنما ذلك عادة المنافقين .

ثم اللعن في الدنيا ، هو الحد الذي ضرب ، وفي الآخرة العذاب الأليم العظيم . كأنه ذكر اللعن والعذاب الأليم إذا لم يتوبوا ، وماتوا على النفاق . فعند ذلك يكون لهم ما ذكر .


[10]:-في ط ع: نقصانا.
[11]:- في ط م: خاص.