ثم قال تعالى ذكره : { الخبيثات للخبيثين{[48129]} }[ 26 ] ، الآية .
قال{[48130]} ابن جبير ، وعطاء ، ومجاهد : معناها الكلمات الخبيثات للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والطيبات من الكلام للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .
وتقديره{[48131]} : الكلمات الخبيثات لا يقولهن إلا الخبيث من الناس ، والكلمات الطيبات لا يقولهن إلى الطيب من الناس ، ودل على صحة هذا المعنى قوله :
{ أولئك مبرؤون مما يقولون } أي{[48132]} عائشة{[48133]} وصفوان{[48134]} بن المعطل{[48135]} مبرءون مما يقول{[48136]} الخبيثون والخبيثات ، وجمع{[48137]} وهما اثنان كما قال تعالى : { فإن كان له إخوة } يريد أخوين فأكثر وقيل{[48138]} : معناه الخبيثات من الكلام إنما يلصق بالخبيثين والخبيثات من الناس ، لا بالطيبين والطيبات .
وقيل{[48139]} : المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، قاله ابن زيد ، قال : كان عبد الله بن أبيّ خبيثا فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا وكان{[48140]} أولى أن تكون{[48141]} له الطيبة ، وكانت{[48142]} عائشة طيبة ، فكانت أولى بأن يكون لها الطيب ، ولذلك سميت عائشة{[48143]} بالطيبة{[48144]} .
وقيل : سميت{[48145]} بالطيبة لأن الله طيبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
روي{[48146]} أن جبريل عليه السلام أتاه بها{[48147]} في سرقة{[48148]} من{[48149]} حرير قبل أن تصور في رحم أمها فقال له ، هذه{[48150]} عائشة : ابنة{[48151]} أبي بكر زوجتكها في الدنيا ، وزوجتكها{[48152]} في الجنة{[48153]} وقيل : إن هذه الآية مبنية على صدر السورة في قوله : { الزاني لا ينكح{[48154]} إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زاني أو مشرك }[ 3 ] ، فبين في هذا أن الخبيثات وهن{[48155]} الزواني{[48156]} للخبيثين من الرجال ، وهم الزناة{[48157]} ، والخبيثون من الرجال وهم{[48158]} الزناة للخبيثات من النساء وهن الزواني{[48159]} وكذلك الطيبات المؤمنات العفائف للطيبين المؤمنين الأعفاء ، فهذا{[48160]} مثل ما في أول السورة ، ثم نسخ به ما في أول السورة ، وقد مضى ذكره على الاختلاف المتقدم الذكر ، وهذا كله هو يرجع إلى قول{[48161]} ابن زيد المذكور ، فالمعنى على هذا نكاح الزواني للزناة{[48162]} ، ونكاح الزناة للزواني ، ونكاح العفائف للأعفاء ، ونكاح الأعفاء للعفائف ، ثم نسخ ذلك بقوله جل ذكره : { وأنكحوا الأيامى منكم } [ 32 ] فهم{[48163]} جميع الأيامى .
ثم قال : { لهم مغفرة ورزق كريم }[ 26 ] ، أي لعائشة ، وصفوان ستر من الله على ذنوبهما{[48164]} ولهم{[48165]} الجنة كذلك{[48166]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.