ثم قال تعالى : { ولا{[48056]} ياتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يوتوا أولي القربى }[ 22 ] ، أي : ولا يحلف بالله ذو الفضل والجدة أن لا يؤتوا أولي القربى . ويأتل : يفتعل من الآلية ، وقرأ{[48057]} أبو جعفر{[48058]} ، وزيد بن أسلم{[48059]} : يتأل على يفتعل من الآلية أيضا ، عني{[48060]} بذلك أبا بكر رضي الله عنه حلف ألا ينفق على مسطح وهو ابن خالته ، وكان مسكينا مهاجرا بدريا ، وكان قد خاض في أمر الإفك مع من خاض فيه .
ثم قال : { وليعفوا وليصفحوا }[ 22 ] ، أي ليعف{[48061]} أبو بكر عما فعل مسطح من الإشاعة في أمر عائشة{[48062]} ، وليترك عقوبته على ذلك .
ثم قال تعالى : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }[ 22 ] ، أي ألا يحب{[48063]} أبو بكر{[48064]} أن يستر الله عليه ذنوبه { والله غفور رحيم }[ 22 ] .
قالت{[48065]} عائشة رضي الله عنها : قال أبو بكر لما نزلت{[48066]} هذه الآية : والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح{[48067]} نفقته التي{[48068]} كان ينفق عليه . وقال : والله لا أنزعها{[48069]} منه أبدا .
وقال{[48070]} ابن عباس : معناها لا تقسموا{[48071]} ألا تنفعوا أبدا .
وعن{[48072]} ابن عباس أن ناسا رموا عائشة{[48073]} بالقبيح{[48074]} ، فأقسم ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر{[48075]} ألا يتصدقوا{[48076]} عليهم ولا يصلوهم ، فنزلت الآية في ذلك فرجعوا إلى الصلة والصدقة هذا معنى قوله . وكذلك قال{[48077]} الضحاك : كان أبو بكر وغيره{[48078]} من المسلمين ينفقون كالأول فلذلك أتى الخطاب{[48079]} بلفظ الجماعة .
وقد{[48080]} قيل{[48081]} : إن معنى{[48082]} { ولا ياتل }[ 22 ] ، لا يقصر ، {[48083]} من قولهم ما ألوت في كذا أي ما قصرت ، فيكون التقدير : ولا يقصر أولوا الفضل عن أن يأتوا أولي القربى ، وعلى القول الأول{[48084]} : ولا يحلف{[48085]} بالله أولوا الفضل كراهة أن يؤتوا ، ولئلا يؤتوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.