الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ} (22)

وقوله تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها } .

أي : خلق لأبيكم آدم من ضلعه زوجة ليسكن إليها .

وقيل : خلق الزوجة من نطفة الرجل{[54711]} .

{ وجعل بينكم مودة ورحمة } أي : بالمصاهرة والختونة{[54712]} يعطف بعضهم على بعض .

قال ابن عباس : المودة حب الرجل امرأته ، والرحمة رحمته إياها أن لا يمسها بسوء{[54713]} .

وقال مجاهد : المودة الجماع ، والرحمة الولد{[54714]} .

{ إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } أي : لمن تفكر في الله ووحدانيته ، أي : من قدر على هذا فهو قادر على إحياء الموتى ، وأنه واحد لا شريك له .


[54711]:انظر: الجامع للقرطبي 14/17
[54712]:الختونة هي: المصاهرة، وتزوج الرجل المرأة. انظر: مادة "ختن" في اللسان 13/138، والقاموس المحيط 4/218، والتاج 9/190
[54713]:انظر: الجامع للقرطبي 14/17
[54714]:انظر: المحرر الوجيز 12/255، والجامع للقرطبي 14/17، وفتح القدير 4/219.