الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبۡتِغَآؤُكُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (23)

ثم قال تعالى : { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } أي : ومن حججه وأدلته على توحيده وقدرته على إحياء الموتى ، أنه يقدر الساعات والأوقات ويخالف بين الليل والنهار ، فجعل النهار تبتغون فيه الرزق والمعاش ، وجعل الليل سكنا لتسكنوا فيه وتناموا .

وقيل : في الآية تقديم وتأخير ، والتقدير : ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله بالنهار ، وحذف حرف الجر من النهار لاتصاله بالليل وعطفه عليه . والواو تقوم مقام حرف الجر ، إذا اتصلت بالمعطوف عليه في الاسم الظاهر خاصة{[54715]} .

ومثله في التقديم والتأخير قوله : { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله }{[54716]} .

{ إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } أي : فيما نص من قدرته لدلالة وحججا وعبرة وعظة لمن سمع مواعظ الله فيتعظ بها ويعتبر .


[54715]:انظر: الجامع للقرطبي 14/ 18
[54716]:القصص: آية 73