فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبۡتِغَآؤُكُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (23)

{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ( 23 ) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( 24 ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ( 25 ) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ( 26 ) }

{ ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } قيل : في الكلام تقديم وتأخير والتقدير : ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار ، وقيل : المعنى الصحيح من دون تقديم وتأخير ، أي ومن آياته العظيمة أنكم تنامون بالليل وتنامون بالنهار في بعض الأحوال للاستراحة ، كوقت القيلولة ، والنوم بالنهار مما كانت العرب تعده نعمة من الله ، ولا سيما في البلاد الحارة ، وابتغاؤكم من فضله فيهما . فإن كل واحد منهما يقع فيه ذلك ، وإن كان ابتغاء الفضل في النهار أكثر ، والأول هو المناسب لسائر الآيات الواردة في هذا المعنى ، والآخر هو المناسب للنظم القرآني هاهنا ، ووجه ذكر النوم والابتغاء هاهنا وجعلها من جملة الأدلة على البعث أن النوم شبيه بالموت ، والتصرف في الحاجات والسعي في المكاسب شبيه بالحياة بعد البعث .

{ إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } الآيات والمواعظ سماع متفكر متدبر بآذان واعية فيستدلون على البعث .